-

إعادة اكتشاف لوحة إدفارت مونك الغامضة

إعادة اكتشاف لوحة إدفارت مونك الغامضة
(اخر تعديل 2025-01-26 21:19:19 )
بواسطة

عند إلقاء نظرة لأول مرة على المعلم الفني إدفارت مونك، وخاصة لوحته التي أبدعها في عام 1892، قد يظن البعض أن ما أمامهم هو مجرد صورة إنسانية مدهشة. لكن، كما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن هذه اللوحة تحمل في طياتها الكثير من الغموض والتفاصيل التي تثير الدهشة.

تُعتبر هذه اللوحة، التي أُنتِجَت قبل عام واحد فقط من تحفته الشهيرة "الصرخة"، بمثابة عمل فني يتجاوز كل ما هو تقليدي. فبمجرد التمعن في تفاصيلها، يظهر شيء غير عادي؛ إذ يمكن رؤية جسدين أثيريين يتعانقان تحت ضوء القمر في كُمِّ ثوب الرجل الموجود في الصورة، مما يضيف لمسة غامضة ومؤثرة على العمل.

عرض اللوحة في معرض اللوحات الوطني

ستكون هذه المرة هي الأولى التي تُعرض فيها هذه اللوحة المثيرة للاهتمام، والتي كانت مخفية داخل اللوحة الرئيسية، في بريطانيا بعد إعادة اكتشافها. سيتم كشف النقاب عن هذه اللوحة في "معرض اللوحات الوطني" في لندن خلال مارس/آذار 2025، كجزء من معرض كبير بعنوان "لوحات بورتريه إدفارت مونك". هذه الفرصة تمثل لمحة نادرة عن عمل فني لأحد رواد المدرسة التعبيرية في القرن العشرين.

التفاصيل وراء اللوحة: من هو ثور لوتكن؟

الشخص المرسوم في اللوحة هو ثور لوتكن، الذي كان محامياً نرويجياً وصديقاً مقرباً لمونك. لقد لعب لوتكن دوراً مهماً في حياة مونك، حيث قدم له المساعدة القانونية ورافقه خلال أشهر الصيف على ضفاف خليج "أوسلو". كما ظهر ثور لوتكن في لوحة مونك الشهيرة "الفتيات على الجسر" التي أُنجِزَت في عام 1901.

كان لوتكن أحد الأصدقاء الذين أشار إليهم مونك كـ"حراس الإنقاذ" أو "الحُماته" الذين دعموا الفنان خلال الأوقات الصعبة في حياته، مما يضفي عمقاً إنسانياً على العلاقة بينهما.
ليلى مدبلج الحلقة 91

إعادة اكتشاف اللوحة: من الأيدي القديمة إلى المعرض

عانت هذه اللوحة من الغموض لفترة طويلة، حيث كانت في حوزة أحفاد لوتكن الذين انتقلوا إلى إسبانيا. في وقت لاحق، أعاروها إلى المتحف الوطني للفنون في كاتالونيا في برشلونة قبل أن تُباع في عام 2022. وقد أثار هذا البيع اهتماماً كبيراً، حيث يعتقد الكثيرون أن مونك قد رسم هذه اللوحة لصديقه لوتكن كتعويض عن الخدمات القانونية التي قدمها له، بدلاً من دفع أجر نقدي.

أرقام ضخمة: تأثير مونك في عالم الفن الحديث

إن لوحة "الصرخة" تُعتبر واحدة من أكثر الأعمال شهرة في تاريخ الفن، ولقد كان من المؤكد أن مونك سيشعر بالدهشة لو علم أن إحدى نسخ لوحته قد بيعت في عام 2012 مقابل مبلغ هائل بلغ 119.9 مليون دولار. هذا يوضح مدى تأثيره الكبير في عالم الفن الحديث.