-

صفاء سلطان: رحلة فنية ملهمة عبر الزمن

صفاء سلطان: رحلة فنية ملهمة عبر الزمن
(اخر تعديل 2025-09-01 11:35:43 )
بواسطة

استطاعت الفنانة صفاء سلطان أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة بفضل موهبتها المتجددة وحضورها اللافت، مما جعلها واحدة من أبرز نجمات الدراما العربية. تجمع صفاء بين العفوية والقدرة على التلون في الأدوار، مما يترك بصمة خاصة في ذاكرة المشاهد العربي. تتنقل صفاء بخفة بين الشخصيات الشعبية والنخبوية، كشخصية ممثلة تدرك تماماً سر المهنة وتؤمن برسالتها الفنية.

في حوار هذا الأسبوع، يقترب موقعنا من صفاء الإنسانة قبل صفاء الفنانة، لاستكشاف رؤيتها للفن والحياة وما تخبئه من مشاريع قادمة.

صفاء سلطان لـ"": الفن صار مرآتي وذاكرتي

بدايةً، كيف تلخصين مسيرتك الفنية التي امتدت لأكثر من عقدين؟

كانت رحلة طويلة مليئة بالتجارب المتنوعة والتحديات، حيث كانت مزيجاً من الفرص والاختبارات. أشعر بالامتنان لكل لحظة فيها، لأنها شكلتني على المستوى الشخصي والفني. الآن، أصبح الفن مرآتي وذاكرتي وملاذي، بل هو أسلوب حياة وجزء من هويتي. ورغم كل ما أنجزته، أشعر أن هناك بداية جديدة تنتظرني مع كل عمل جديد.

قدّمتِ مؤخراً شخصية "ليلى" في مسلسل "قطع وريد"، كيف تصفين تجربتك مع هذه الشخصية؟

"ليلى" شخصية قوية تحمل صراعاً داخلياً عميقاً بين العاطفة والانتقام. أتاح لي هذا الدور الغوص في تفاصيل نفسية دقيقة، حيث تعاملت مع مشاعر معقدة لم أتعامل معها من قبل، فكل مشهد كان كرحلة لاكتشاف الذات.

لكن مشهد القتل انتقاماً للزوج أثار تفاعلاً كبيراً.

كان مشهداً صعباً للغاية. عادةً لا أقدم مشاهد عنف بهذا الشكل، لذا كان التركيز على إيصال المشاعر الداخلية قبل أي حركة جسدية. أردت أن يشعر الجمهور بالحدث بصدق من دون مبالغة، وأن تكون الواقعية حاضرة في كل لقطة. أعدنا المشهد مرات عدة، للتأكد من وصول التوتر والعاطفة بشكل صحيح.

وقفتِ في العمل أمام الممثل سلوم حداد، فكيف تصفين التعاون معه؟

يمتلك سلوم حداد حضوراً طاغياً وخبرة عميقة، مما يجعل الوقوف أمامه في أي عمل تجربة مختلفة. وجوده يفرض عليكِ كزميلة أو شريكة في المشهد أن تبذلي أقصى طاقاتك، لأن الأداء بجواره يرفع منسوب التحدي ويحفز على تقديم الأفضل. وهو معروف بدقته واحترامه للمهنة، حيث يتعامل مع التمثيل كبحث دائم عن الصدق والعمق في الشخصية.

صفاء سلطان: الدراما المصرية مدرسة عريقة.. والسورية قوة فنية حقيقية

هل تفكرين في العودة للدراما المصرية؟

أحب مصر ودراماها، فهي مدرسة عريقة وقدّمت عبر عقود روائع مازالت خالدة في ذاكرة المشاهد العربي. الدراما المصرية غنية بالقصص وقادرة على الوصول إلى كل بيت عربي. في السنوات الأخيرة، شهدت تجديداً من حيث الشكل والمضمون والإنتاج والتقنيات، ولكن ما يميزها هو الممثل المصري القريب من القلب.

ما وجه المقارنة بينها والدراما السورية؟

للدراما السورية فضل كبير على مسيرتي الفنية. أثبتت نفسها كقوة فنية حقيقية في الساحة العربية، حيث غاصت في العمقين الإنساني والاجتماعي.

كما أن الدراما التركية المعربة لها جمهور كبير، ولا يمكن إنكار قدرتها على جذب المشاهد العربي بقصصها المشوقة وإنتاجها المتقن. لكنني أعتقد أن الدراما العربية قادرة على التعبير عن همومنا وقصصنا بطريقة أفضل.

اجتمعتِ مع الممثلة المصرية ليلى زاهر في مسلسل "بنات العيلة"، فماذا تقولين لها بعد أن أصبحت عروساً؟

ألف مبروك يا ليلى، أسعدك الله وجعل أيامك فرح وخير. الزواج بداية فصل جديد في حياتك، وأتمنى أن يجمعك بشريك حياتك على المحبة والاحترام والتفاهم.

صفاء سلطان: العفوية جزء مني ولن أغيرها بسبب الانتقادات

ما أكثر تحدٍ واجهته كامرأة في الوسط الفني؟

أبرز التحديات كانت التعامل مع الصورة النمطية عن المرأة، وإثبات القدرة على تقديم أدوار متنوعة. أكبر تحدٍ كان الموازنة بين الطموح الفني والمتطلبات الاجتماعية والشخصية.
غرفة لشخصين الحلقة 9

بعيداً عن الفن، علاقتك بابنتك "أملي" دائماً حاضرة، كيف تصفينها؟

علاقتي بابنتي هي علاقة صداقة قبل أن تكون علاقة أم بابنتها، حيث نجد فيها السند والرفيقة. أؤمن أن علاقتنا المتينة هي أجمل ما أنجزته في حياتي.

ماذا عن شركة الإنتاج التي تمتلكينها؟

الشركة ليست مجرد مشروع تجاري، بل هي مساحة لصناعة الفن الذي أؤمن به، وهدفي الأساسي هو تقديم أعمال فنية ذات جودة عالية.

أخيراً، ماذا تحضرين للموسم الدرامي المقبل؟

صورت مشاهدي في مسلسل "عيلة الملك"، وأشعر بالسعادة لأنني أقف للمرة الأولى أمام كاميرا المخرج محمد عبد العزيز، وأجسد فيه شخصية "لوز". كما أنني أقرأ عدة نصوص أخرى ولم أحسم أمري فيها بعد.