-

سمير صبري: أيقونة الفن المصري والعربي

سمير صبري: أيقونة الفن المصري والعربي
(اخر تعديل 2024-12-27 06:43:31 )
بواسطة

في مثل هذا اليوم، 27 ديسمبر 2024، يحتفل محبو الفن بذكرى ميلاد الفنان القدير سمير صبري، الذي وُلد في عام 1936 في محافظة الإسكندرية. يعد سمير صبري من أبرز الشخصيات التي تركت بصمتها في تاريخ الفن المصري والعربي، حيث أثرى الساحة الفنية بمسيرة حافلة ومليئة بالإنجازات.

البداية.. حلم الطفولة وشغف الفن

وُلِد سمير صبري في عائلة تعشق الفنون، وكان له من الحظ أن نشأ في بيئة تشجع على تقدير السينما والمسرح والموسيقى. منذ طفولته، بدأ حلمه الفني عندما كان يقلد الفنانين أمام أسرته، التي كانت تصطحبه إلى دور السينما والمسرح. هذا الشغف المبكر شكل شخصيته الفنية وجعله يسعى لتحقيق حلمه.

بعد إنهائه دراسته في مدرسة فيكتوريا كوليدج، قرر سمير أن ينتقل إلى القاهرة ليبدأ رحلته في عالم الفن. ومن المصادفات الجميلة، أنه سكن في العمارة نفسها التي كان يقيم بها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي أصبح صديقًا له وداعمًا كبيرًا، مما ساعده في دخول الوسط الفني.

الانطلاقة من الإذاعة إلى التلفزيون والسينما

بدأت مسيرة سمير صبري المهنية من خلال برنامج "ركن الطفل" الذي قدمته له الفنانة لبنى عبدالعزيز، بدعم من عبدالحليم حافظ. وبفضل تألقه في هذا البرنامج، لفت أنظار الإذاعية الكبيرة آمال فهمي، التي منحته فرصة تقديم برنامج إذاعي خاص به، مما فتح له أبواب النجاح.

طموح صبري لم يتوقف عند الإذاعة، بل انتقل إلى التلفزيون المصري حيث قدّم برامج نالت شهرة واسعة مثل "هذا المساء"، "النادي الدولي"، "كان زمان"، و"بدون كلام". ومع النجاح الإعلامي، اقتحم سمير عالم السينما في الستينيات والسبعينيات، وحقق نجاحًا كبيرًا من خلال أفلام بارزة مثل "البحث عن الفضيحة"، "الجلسة سرية"، "عالم عيال عيال"، و"فتوة الناس الغلابة".

خلال مسيرته الفنية، قدم سمير صبري 138 فيلمًا، بالإضافة إلى عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية، ليحفر اسمه في ذاكرة الجماهير.
رائحة الصندوق الحلقة 41

فنان شامل.. رحلة في سماء الإبداع

تميز سمير صبري بكونه فنانًا شاملاً؛ فقد جمع بين التمثيل والغناء وتقديم البرامج. برع في الغناء باللغتين العربية والأجنبية، وأنشأ شركة إنتاج سينمائي، واستمر في العمل في المسلسلات التلفزيونية حتى السنوات الأخيرة من حياته.

تكريم مستحق ونهاية مشوار حافل

في أحد اللقاءات التلفزيونية، عبّر سمير صبري عن رغبته في تكريم يتناسب مع مسيرته الفنية الكبيرة، وقد تحقق ذلك في عام 2021 عندما تم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

توفي الفنان القدير في 20 مايو 2022 عن عمر يناهز 86 عامًا بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا سيظل خالدًا في ذاكرة الجمهور.

إرث خالد

ستظل ذكرى سمير صبري رمزًا للفن الشامل والإبداع المتجدد. قدم خلال مسيرته العديد من الأعمال التي أثرت بشكل كبير في السينما والتلفزيون والغناء، ونال محبة وتقدير الجمهور والنقاد على حد سواء، ليبقى اسمه محفورًا في قلوب محبي الفن المصري والعربي.