سارة إسطنبولي: دراجتي تعيدني إلى ذاتي

منذ اللحظة التي اعتلت فيها سارة إسطنبولي مقود دراجتها النارية للمرة الأولى، بدأ فصل جديد في حياتها. لم تكن الدراجة مجرد وسيلة للنقل، بل تحولت إلى رفيقة درب، ترافقها في مختلف محطات حياتها، من دراستها في الماجستير والدكتوراه، إلى التحديات اليومية في العمل. أصبحت الدراجة جزءاً لا يتجزأ من شخصيتها، تمنحها الطمأنينة في أوقات الضغط والمشقات.
سارة إسطنبولي: دراجتي النارية تعيدني إلى ذاتي
في حديث خاص مع "النهار"، عبرت إسطنبولي عن مشاعرها تجاه قيادة الدراجات النارية، قائلة: "أحب الدراجات الرياضية ذات المحركات القوية والسريعة. ما يميزها هو الشعور الذي تمنحه لك، حيث أنك تستخدمين جسدك وحواسك بشكل أكبر مقارنة بقيادة السيارة. الجلوس والتركيز والإحساس يتناغمون معاً، مما يجعل التجربة أكثر متعة بالنسبة لي."
بدأت سارة رحلتها مع الدراجات بعد جائحة كورونا، حيث قالت: "العالم تغير، والناس بدأوا في تجربة أشياء جديدة وابتكار أفكار مختلفة. لم يعد من الغريب أن تختار المرأة ركوب الدراجة، بل أصبح الأمر عادياً. أخرج يومياً بالدراجة في الرياض."
وتابعت: "منذ صغري، كنت أحب الأماكن المفتوحة وأكره الأماكن الضيقة. كنت أفضل المذاكرة في الحديقة بدلاً من المنزل، وأحب صوت الدراجات، رغم أنه لم يخطر في بالي أنها ستكون ما يعيدني إلى ذاتي."
رحلة اختيار الدراجة الأنسب
تحدثت إسطنبولي عن تأثير هذا الشغف على شخصيتها، مشيرة إلى أن الدراجة هي وسيلتها للانطلاق في الهواء والطبيعة. "لا أعتبرها مجرد وسيلة نقل، بل هي صديقتي التي تساعدني على الهدوء والعودة إلى نفسي."
وعن تجربتها في اختيار الدراجة الأنسب، قالت: "أول دراجة امتلكتها كانت من أكثر دراجات السباق مبيعاً. رغم أنها كانت مستعملة ولم تكن في حالة مثالية، إلا أنها كانت رائعة ورافقتني في أجمل أيام حياتي."
تابعت: "ثم اقتنيت دراجة مزودة بحقائب، عندما كنت موظفة وأدرس في الوقت نفسه، حيث كنت بحاجة إلى التهوية ومكان لوضعي اللابتوب والكتب. كنت أتوقف كلما راودتني فكرة لبحث الماجستير لأكتبها فوراً. لاحقاً، شعرت برغبة في دراجة تجمع بين الأداء العالي والخفة."
المجتمع السعودي دعمني وساعدني
تحدثت إسطنبولي عن تجربتها في السعودية، حيث قالت: "يسألني رجال الأمن دائماً بلطف: تعرفين تقودين؟ ، معك رخصة؟ ، الله يحميكِ . لطالما شعرت بدعم حقيقي واحترام من المجتمع."
وأشارت إلى حادث تعرضت له أثناء قيادتها، حيث انزلقت وسقطت، لكن كل من حولها، رجالاً ونساءً، سارعوا لمساعدتها. "لم أشعر أنني وحدي، بل شعرت بالامتنان لوجود أناس مستعدين للمساعدة عند الحاجة."
وشددت إسطنبولي على أهمية الوعي أثناء القيادة، قائلة: "الحوادث قد تحدث لأي شخص، حتى مع أفضل الدراجات والمعدات. لذلك، يجب أن نتوكل على الله ونحسب حساب قدراتنا وظروف الآخرين."
رسالة إلى الفتيات الطامحات في هذه الرياضة
وجهت إسطنبولي رسالة لكل فتاة تطمح لقيادة الدراجة، قائلة: "الدراجات هي رياضة محترمة، ويمكن للإنسان أن يدخل بها في بطولات وسباقات. لكن لا يمكن أن يصبح الشخص متسابقًا محترفًا من دون تدريب جاد. أتمنى أن تكون هناك فتيات يطورن أنفسهن ليصبحن متسابقات محترفات."
ملابس الدراجات: أكثر من مجرد حماية
وأضافت إسطنبولي: "تشعرين بوجود نقص إذا لم تكوني مرتدية ملابس الحماية، فكل لمسة أو ضربة قد تترك أثراً عليك، خاصة أنك مكشوفة للهواء."
حب بلا حدود مترجم الحلقة 62
وأشارت إلى أن الملابس المخصصة للدراجات أصبحت جزءاً من الهوية والموضة، حيث توجد علامات تجارية تقدم ملابس عالية الجودة تحمي وتبدو أنيقة. "دخلت في شغف جمع الملابس والمعدات، وصارت ميزانيتي مخصصة لشراء أفضل الموديلات."