مهرجان أفلام السعودية: إبداع وفن في الظهران

انطلقت فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في مدينة الظهران. وقد شهد هذا الحدث حضورًا لافتًا من نجوم السينما السعودية والعربية، بالإضافة إلى مشاركة متميزة من صناع الأفلام والمهتمين بالشأن الثقافي والفني. تحت شعار "قصص تُرى وتُروى"، تُنظم هذه الدورة بمبادرة من جمعية السينما، وبشراكة استراتيجية مع "إثراء"، وبالدعم المقدم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.

تأتي هذه النسخة من المهرجان كاستمرار لجهود دعم صناعة السينما السعودية، حيث توفر منصة تفاعلية تجمع المبدعين وتتيح لهم عرض أعمالهم ومناقشتها في بيئة مهنية مفتوحة على مختلف الثقافات.

سجادة حمراء تحتضن نجوم السينما

شهد حفل الافتتاح توافد عدد كبير من الفنانين والمخرجين والإعلاميين الذين تألقوا على السجادة الحمراء، حيث التقطوا الصور التذكارية وأجروا لقاءات حصرية مع وسائل الإعلام. ومن أبرز الحاضرين كانت مقدمة الحفل عائشة كاي، إلى جانب الفنانة ميلا الزهراني، ونيرمين محسن، ومريم عبد الرحمن، وريم رحمة، ونور الخضراء، وفاطمة الشريف، وآيدا القصي.

كما حضرت الفنانة والإعلامية هبة الحسين، والممثلة ريم صفية، بالإضافة إلى نخبة من الفنانين السعوديين، منهم فيصل الدوخي، نايف البحر، إبراهيم الحجاج، جود السفياني، ونجلاء العبد الله. وكان لافتًا أيضًا حضور الفنان القدير إبراهيم الحساوي، والمخرج والممثل حكيم جمعة، والمخرجة ولاء باحفظ، والإعلامي هشام الهويش، والفنانة أضوى فهد.

تكريم خاص للفنان إبراهيم الحساوي

من أبرز لحظات الحفل كان تكريم الفنان إبراهيم الحساوي، الذي يُعد من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية السعودية. فقد تم الإشادة بمسيرته الفنية التي تمتد لأكثر من أربعة عقود في المسرح والدراما والسينما، ومن بين أبرز أعماله "وتر الروح"، و"المسافة صفر"، و"هجان". جاء هذا التكريم تقديراً لعطائه الفني الطويل وتأثيره الإيجابي في تطور المشهد الإبداعي المحلي.

فيلم الافتتاح "سوار": حكاية إنسانية مؤثرة من نجران

اختتم الحفل بعرض فيلم الافتتاح "سوار" للمخرج أسامة الخريجي، وهو عمل درامي مستند إلى قصة حقيقية وقعت في مدينة نجران عام 2003، حيث تم عن طريق الخطأ تبديل طفلين في المستشفى، مسببًا صدمة اجتماعية عميقة عندما كُشف الأمر بعد أربع سنوات. صعد الخريجي إلى المسرح حاملاً جائزة حصل عليها من الدورة الأولى للمهرجان قبل 18 عامًا، معبّرًا عن أمله في أن يحصد جائزة جديدة هذا العام.

فعاليات متنوعة وبرنامج غني بالمحتوى السينمائي

تمتد فعاليات الدورة الـ11 حتى 23 أبريل/نيسان الجاري، حيث تقدم مجموعة كبيرة من العروض والأنشطة التي تهدف إلى تنمية الحراك السينمائي المحلي. وتتضمن أبرز الفعاليات عرض 68 فيلمًا سعوديًا وخليجيًا وعالميًا، و12 فيلمًا في عرض أول عالمي، و36 عرضًا سعوديًا و12 عرضًا خليجيًا، بالإضافة إلى 4 ندوات ثقافية ومعرفية، و4 دروس متقدمة يقدمها خبراء محليون وعالميون، و3 جلسات توقيع لكتب "الموسوعة السعودية للسينما"، و5 مسابقات رسمية، و22 مشروعًا مشاركًا في سوق الإنتاج، ومعملان لتطوير السيناريو.
المدينة البعيدة مدبلج الحلقة 106

تعاونات دولية وعروض عالمية قصيرة

تتميز هذه الدورة بتوسيع آفاق التعاون الثقافي، حيث تستضيف عروضًا لأفلام يابانية قصيرة بالشراكة مع جهات يابانية دولية، وأخرى لأفلام عالمية فرنسية قصيرة، مما يعكس انفتاح المهرجان على تجارب سينمائية متنوعة وتعزيز التبادل الثقافي.

منصة متجددة لدعم المبدعين السعوديين

يُعد مهرجان أفلام السعودية من أبرز المبادرات الثقافية التي رسّخت مكانة السينما الوطنية على الخريطة الإقليمية والدولية. ويواصل في نسخته الحالية دوره في دعم المخرجين والمنتجين والكتّاب، وإتاحة الفرص أمامهم لتطوير مشاريعهم وعرضها على جمهور واسع من المتخصصين والجمهور العام.