شريهان: أيقونة الفن المصري الخالدة
في عالم الفن والاستعراض، تظل بعض الأسماء تتألق في سماء الإبداع، وتترك بصمتها في ذاكرة الأجيال. من بين هذه الرموز، تبرز الفنانة شريهان كنجمة ساطعة أضاءت فضاء الفن المصري بحضورها الاستثنائي وموهبتها الفريدة.
مع اقتراب ذكرى ميلادها، نتذكر مسيرتها الفنية المليئة بالإبداع والعطاء. ورغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها على مدار السنوات، استطاعت شريهان أن تظل أيقونة فنية في قلوب جمهورها ومحبيها.
شريهان ليست مجرد فنانة، بل هي تجسيد للفن الذي لا يعرف حدودًا. ذكرى ميلادها تمثل فرصة مثالية لإعادة اكتشاف سحرها الذي لا يزال يتردد صداه في كل عرض، ورقصة، وكلمة من كلماتها التي أضافت الكثير للفن المصري.
اليوم، الموافق 6 ديسمبر/كانون الأول، نحتفل بواحدة من أبرز نجمات الفن المصري، الفنانة شريهان. لقد صنعت لنفسها تاريخًا فنيًا لا يُنسى في عالم الاستعراض والسينما، حيث حازت على مكانة فريدة بفضل أعمالها المتنوعة التي أثرت في الأجيال المتعاقبة، بدءًا من طفولتها وصولاً إلى عودتها المبهرة في إعلان رمضاني عام 2021.
بداية فنية مبكرة وسط أجواء عائلية فنية
وُلدت شريهان في عام 1964 في القاهرة، في عائلة تحمل جذورًا فنية وقانونية. كان والدها، المحامي أحمد عبد الفتاح الشلقاني، من أبرز الشخصيات القانونية في مصر، بينما كانت والدتها، عواطف محمود هاشم، سيدة أعمال وعارضة أزياء.
شقيقها غير الشقيق، الموسيقار الراحل عمر خورشيد، كان له دور كبير في اكتشاف موهبتها الفنية منذ سن مبكرة. كانت شغوفة بالفن والرقص، حيث درست الباليه والرقص التعبيري في باريس، مما ساهم في تعزيز مسيرتها الفنية التي بدأت في سن الرابعة.
وتبقى ليلة الحلقة 91
انطلاقة سينمائية وتألُّق في الفوازير
بدأت شريهان مشوارها الفني في السينما من خلال أفلام مثل "ربع دستة أشرار" و"قطة على نار"، ولكن انطلاقتها الحقيقية جاءت مع فيلم "الخبز المر" عام 1982 أمام الفنان فريد شوقي. وفي عام 1985، دخلت عالم الفوازير، حيث أثبتت مكانتها كأيقونة استعراضية من خلال تقديمها لفوازير "ألف ليلة وليلة" بجانب النجمة نيللي.
أصبحت شريهان بفضل ذلك واحدة من أبرز نجوم الاستعراض، وشكلت مصدر إلهام لعدد كبير من الفنانات الشابات.
إبداع مسرحي رغم التحديات الصحية
على خشبة المسرح، قدمت شريهان العديد من الأعمال المميزة التي رسخت مكانتها كأحد أبرز نجوم الاستعراض المسرحي في مصر، مثل مسرحيات "سك على بناتك"، "علشان خاطر عيونك"، و"شارع محمد علي".
تميز أسلوبها الفريد في دمج التمثيل والاستعراض، مما جعلها أيقونة لا ينافسها أحد في هذا المجال. ورغم الحادث المروع الذي تعرضت له في عام 1990 وأثر على عمودها الفقري، عادت شريهان بقوة عام 1994 بمسرحية "شارع محمد علي"، مؤكدة أن الفن هو سلاحها في مواجهة التحديات.
معركة مع المرض وعودة مبهرة
في نهاية التسعينيات، تعرضت شريهان لمرض السرطان، مما أثر على مسيرتها الفنية، لكن تلك المعاناة لم تمنعها من التحدي، حيث خضعت لعدة عمليات جراحية. وبعد سنوات من الغياب، أذهلت شريهان جمهورها بعودتها المميزة في إعلان رمضاني عام 2021، الذي نال إعجاب الجميع، مُؤكدًا أن شريهان لا تزال رمزًا من رموز الفن المصري الذي لا يُنسى.
إرث فني خالد يبقى في ذاكرة الأجيال
قدمت شريهان مجموعة من الأعمال الفنية التي ستظل خالدة في تاريخ السينما المصرية، من أفلام مثل "عرق البلح" و"المرأة والقانون" إلى المسرحيات والفوازير. وفي حياتها الشخصية، كان زوجها، رجل الأعمال الأردني علاء خواجة، وابنتاها لؤلؤة وتالية، مصدر الدعم والسند لها في مواجهة التحديات.