الروبوتات اللينة: ثورة في الطب والإنقاذ

لم تعد الروبوتات القادرة على الزحف داخل الجسم أو بين الأنقاض مجرد مشاهد من أفلام الخيال العلمي، بل أصبحت الآن مشروعًا واقعيًا يقوده فريق بحثي دولي من جامعة ولاية بنسلفانيا. يهدف هذا المشروع إلى تطوير جيل جديد من الروبوتات اللينة، المصممة بشكل خاص لتعمل في البيئات المعقدة والحساسة.
روبوتات مستوحاة من الطبيعة
على عكس الروبوتات التقليدية التي تُبنى من مواد صلبة، تعتمد الروبوتات اللينة على مواد مرنة تحاكي حركات الكائنات الحية. هذا التصميم المبتكر يمنحها قدرة فائقة على التسلل عبر الأماكن الضيقة والتعامل مع البيئات المعقدة، مثل الأنقاض أو تجاويف الجسم البشري. مما يجعلها مثالية لمهام دقيقة مثل البحث والإنقاذ أو توصيل الأدوية، وفقًا لما ذكره موقع "ساي تك دايلي".
عقبة تقنية.. كيف نجعل الروبوتات اللينة أكثر ذكاءً؟
رغم الإمكانات الواعدة، فإن تطوير هذه الروبوتات يتطلب التغلب على تحديات كبيرة. من أبرز هذه التحديات دمج الإلكترونيات وأجهزة الاستشعار داخل أجسامها المرنة. بحسب البروفيسور هوانيو لاري تشينغ، يكمن التحدي الأساسي في تطوير ذكاء الروبوت ليتمكن من التفاعل مع محيطه باستقلالية، دون الحاجة لتدخل بشري مستمر.
شراب التوت الحلقة 97
الإلكترونيات المرنة: نقطة التحوّل في التصميم
التقدم الأبرز في المشروع يتمثل في دمج الإلكترونيات المرنة داخل بنية الروبوتات، دون التأثير على مرونتها. هذا التطوير لا يُحسن الحركة فحسب، بل يعمل أيضًا على تقليل تأثير العوامل الخارجية مثل التداخلات الكهرومغناطيسية، مما يُحسن أداء الروبوت في المهام الحساسة.
تتعدد استخدامات الروبوتات اللينة بشكل ملحوظ:
في البحث والإنقاذ: يمكن لهذه الروبوتات الزحف عبر الأنقاض الضيقة والوصول إلى المحاصرين لتحديد مواقعهم بدقة. وفي المجال الطبي: تستجيب هذه الروبوتات لتغيرات الجسم مثل الضغط أو الرقم الهيدروجيني، مما يُساعد على توصيل الأدوية أو جمع عينات من داخل الجسم بطريقة آمنة وغير جراحية.
حبوبات روبوتية: ابتلاع الروبوت بدلاً من الجراحة
إحدى أكثر الابتكارات المثيرة قيد التطوير حاليًا هي الحبوبات الروبوتية، وهي أجهزة صغيرة يمكن ابتلاعها لتجوب الجهاز الهضمي. تقوم هذه الأجهزة بمهام مثل الكشف عن الأمراض أو توصيل الأدوية مباشرة للمناطق المصابة. هذه التقنية قد تمثل ثورة في التشخيص والعلاج دون الحاجة إلى تدخل جراحي.
ثورة محتملة في العلاجات الوعائية
ينظر الباحثون أيضًا إلى إمكانية استخدام هذه الروبوتات داخل الأوعية الدموية، حيث يمكنها تقديم علاجات مباشرة لأمراض القلب أو الشرايين. هذا التطور قد يُحدث نقلة نوعية في الطب، ويوفر بدائل غير جراحية للعديد من الإجراءات المعقدة.
الروبوتات اللينة.. بداية لمستقبل طبي مختلف
رغم أنها لم تُمنح اسمًا رسميًا بعد، إلا أن الروبوتات اللينة تمثل تحوّلًا جذريًا في مفاهيم الطب والإنقاذ. ومع استمرار البحث والتطوير، يُتوقع أن تلعب دورًا رئيسيًا في تقديم حلول دقيقة وآمنة لمشكلات طالما بدت مستعصية.