استراتيجيات لتعزيز ذاكرة الأطفال

من الطبيعي أن يواجه الأطفال صعوبة في تذكر بعض المهام الموكلة إليهم. ولكن في بعض الأحيان، قد يتجاوز هذا الأمر كونه سلوكًا اعتياديًا ليصبح دليلاً على ضعف الذاكرة العاملة لديهم. تعتبر الذاكرة العاملة هي القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة واستخدامها عند الحاجة، وكأنها "رف عقلي" يساعدنا على تخزين ما يلزم لإنجاز المهام المختلفة.
في المدرسة، يحتاج الطلاب إلى هذه الذاكرة للإجابة على الأسئلة بعد قراءة نص معين، أو لحل مسائل رياضية تتطلب خطوات متعددة. وفي المنزل، تلعب الذاكرة العاملة دورًا مهمًا في مساعدتهم على اتباع التعليمات وإكمال المهام. ولكن عندما تتجاوز كمية المعلومات المطلوبة قدرة التخزين، قد تفشل الذاكرة في أداء وظيفتها بشكل فعال.
استراتيجيات لدعم ذاكرة طفلك

أفضل طريقة لدعم الأطفال هي تقليل العبء الذهني عن طريق استراتيجيات عملية تعزز من ذاكرتهم، سواء في المدرسة أو المنزل.
1. تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة
عندما يتم تقديم الكثير من المعلومات دفعة واحدة، يصبح الأمر مرهقًا وسهل النسيان. لذا، يُفضل استخدام نصوص أقصر في اختبارات الفهم، والتحقق من كل خطوة في المسائل الرياضية لضمان الدقة.
2. تقديم المعلومات كتابةً
من المهم عدم الاعتماد فقط على الشرح الشفهي، بل ينبغي تسليم المعلومات مكتوبة، مثل الواجبات والاختبارات. كما يُفضل كتابة الواجبات في نفس المكان على السبورة دائمًا ونشرها في بوابة التعليم الإلكترونية.
3. استخدام الوسائل البصرية
يمكن تعليق ملصقات تغطي المعلومات والمفاهيم المهمة، مما يسهل على الطلاب الرجوع إليها عند الحاجة.
4. تقديم المعلومات ضمن إطارات محددة
يمكن تهيئة الطلاب بقول: "أريدك أن تتذكر هذا" قبل تقديم التفاصيل، وأيضًا ذكر عدد النقاط أو التفاصيل المراد تقديمها.
بارينيتي الحلقة 85
5. إدخال أساليب الذاكرة
استخدام الموسيقى، والأشعار، والصور، وغير ذلك من الوسائل التي تساعد على التذكّر، يمكن أن يزيد من القدرة على الاسترجاع.
طرق بناء الذاكرة العاملة في المنزل:
1. تطوير روتين يومي
اتباع جدول منتظم يزيل الحاجة إلى التخمين، مما يجعل الأمور تلقائية مع مرور الوقت. ويمكن إنشاء جدول بصري أو قائمة مهام للروتين اليومي والالتزام بروتين نوم ثابت.
2. تحديد مكان مخصص للأطفال لوضع الأغراض المهمة
مثل المفاتيح، وحقائب الظهر، ومعدات الرياضة فور وصولهم إلى المنزل. يمكن استخدام جدول مكافآت لتحفيز الأطفال على الالتزام بالنظام.
3. استخدام القوائم المرجعية
هذه القوائم تُعتبر متعددة الاستخدامات، حيث تساعد على تنشيط الذاكرة وتقلل من التذكير المتكرر. يمكن للوالدين استخدامها لتحديد الأعمال المنزلية والجداول اليومية.
4. جعل التعليمات بسيطة
تجنب سرد عدة مهام بسرعة، خاصة إذا كان الطفل مشغولًا بمهمة أخرى. من الأفضل تبسيط التعليمات أو الانتظار حتى يُنهي الطفل مهمة ما قبل إعطائه أخرى.
5. الحفاظ على نمط حياة صحي
تتأثر ذاكرة الطفل عندما يكون متعبًا، جائعًا، أو متوترًا. لذا يجب التأكد من أن الطفل يتناول وجبات مغذية، ويحصل على قسط كافٍ من النوم، ويقوم بنشاطات بدنية متنوعة.
إن ضعف الذاكرة العاملة ليس عائقًا دائمًا أمام تقدم الأطفال، بل هو تحدٍ يمكن التغلب عليه من خلال الوعي به وتطبيق الاستراتيجيات الصحيحة. وفي النهاية، يبقى دور الأهل والمعلمين أساسيًا في ملاحظة هذه الصعوبات مبكرًا، وتحويلها من مشكلة تربك الطفل إلى فرصة لبناء قدراته العقلية خطوة بخطوة.