تعليم الأطفال الصيام في رمضان بطريقة صحيحة

يحرص الآباء دائمًا على مشاركة أطفالهم أجواء شهر رمضان المبارك، ولا يقتصر الأمر على الصيام فحسب، بل يتعداه إلى ممارسة العبادات بطرق مختلفة. ولكن كيف يمكننا مساعدة أطفالنا على التكيف مع الصيام بشكل صحي وسلس، دون أن يشعروا بالإرهاق أو الحرمان؟ هنا نقدم لكم مجموعة من النصائح القيمة من أخصائية التغذية أنجي قصابية، التي ستساعدكم في هذا الأمر.

أهمية ربط الطفل بالصلاة أولاً

تؤكد الأخصائية أن البداية المثالية لتعويد الطفل على الصيام هي من خلال ربطه بالعبادة، وخاصة الصلاة. عندما يرى الطفل والديه يؤدون الصلاة بانتظام، سواء في شهر رمضان أو على مدار العام، يصبح من الطبيعي أن يتبعهم ويبدأ في ممارسة هذه العبادة. من هنا، يبدأ الطفل في بناء وعيه الديني بالتدريج، مما يسهل عليه قبول فكرة الصيام كجزء من العبادات.

الصيام كوسيلة لتنظيف الجسم وليس للحرمان

تشدد الأخصائية على أن الهدف من الصيام ليس الشعور بالجوع أو الحرمان، بل هو وسيلة لتنظيف الجسم وتعزيز صحته. كما أوصى الله تعالى بالحفاظ على صحة الإنسان، لأن جسده هو هدية من الله. لذلك، يجب أن تكون تجربة الصيام للأطفال تجربة إيجابية، وليست وسيلة للعقاب أو المعاناة.

التدرج في الصيام حسب عمر الطفل

توضح الأخصائية أن الصيام لفترات طويلة منذ الفجر حتى المغرب لا يناسب الأطفال، نظرًا لأن أجسامهم غير معتادة على الامتناع عن الطعام لفترات طويلة. لذا، من الأفضل اتباع أسلوب التدرج في الصيام وفقًا لعمر الطفل وقدرته الجسدية، وذلك من خلال:

1. البدء بصيام ساعتين قبل الإفطار: في المرحلة الأولى، يُطلب من الطفل الامتناع عن الأكل والشرب قبل موعد الإفطار بساعتين فقط.

2. زيادة المدة تدريجيًا: بعد أن يتأقلم مع صيام ساعتين، يمكن تمديد المدة إلى 3 ساعات، ثم 4 ساعات، حتى يعتاد على فترات أطول.

3. عدم إجباره على الصيام من الفجر: لأن الطفل ليس معتادًا على البقاء بدون طعام لفترات طويلة، فقد يكون الصيام منذ الفجر صعبًا عليه، مما قد يجعله ينفر من هذه الفكرة.

الصيام بطريقة عكسية لتسهيل التكيف

بدلاً من أن يبدأ الطفل الصيام منذ الفجر، يُفضل تعويده بطريقة عكسية، أي بالامتناع عن الطعام تدريجيًا قبل الإفطار، وليس منذ الصباح الباكر. هذا الأسلوب يساعد الطفل على التأقلم مع فكرة الصيام دون أن يشعر بالتعب أو الإرهاق.

أهمية عدم إهمال الصلاة أثناء تعويد الطفل على الصيام

إلى جانب التدرج في الصيام، تؤكد الأخصائية على ضرورة عدم إغفال الصلاة، لأنها تعزز ارتباط الطفل بروحانيات شهر رمضان، وتجعل منه يدرك أن الصيام هو جزء من العبادة، وليس مجرد امتناع عن الطعام.
نفس الحلقة 3

من خلال اتباع هذه النصائح، يمكن للأهل مساعدة أطفالهم على خوض تجربة الصيام بطريقة صحية ومريحة، مما يضمن لهم تكوين علاقة إيجابية مع هذه العبادة منذ الصغر.