-

فن إدارة الصراعات في العلاقات الزوجية

فن إدارة الصراعات في العلاقات الزوجية
(اخر تعديل 2024-12-25 10:35:35 )
بواسطة

تعتبر الصراعات في العلاقات الزوجية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث تنشأ نتيجة للتفاعل بين شخصيتين مختلفتين تعيشان في عالم مليء بالتحديات. إن فهم هذه الديناميكيات يعد خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات وبناء أسس قوية للتفاهم.

وفقًا لأبحاث الدكتور جون جوتمان، الذي يعد من أبرز الباحثين في مجال العلاقات الزوجية، فإن ما يقارب 69% من المشكلات التي تواجه الأزواج هي مشكلات غير قابلة للحل. لكن هذا لا يعني أن التعايش معها أمر مستحيل، بل بالعكس، يتطلب الأمر إدارة واعية ومهارات تساعد الشريكين على تحويل هذه التحديات إلى فرص للنمو والتفاهم.

تفاعل بين الشريكين

استراتيجيات فعالة لإدارة المشاكل الزوجية

في هذا المقال، سنستعرض مجموعة من الاستراتيجيات التي قدمها الدكتور جوتمان لإدارة الصراعات في العلاقات الزوجية:

التعامل مع الصراعات الحالية

تقوم هذه الاستراتيجية على فكرة تحسين التعاون بين الشريكين من خلال التواصل الفعال. يجب أن يتاح لكل طرف فرصة التعبير عن وجهة نظره بوضوح وهدوء، دون مقاطعة أو محاولة للإقناع الفوري. يشدد الدكتور جوتمان على أهمية استخدام نبرة هادئة وعبارات تبدأ بـ"أنا"، مما يسهل التعبير عن المشاعر والاحتياجات بشكل إيجابي.

نصائح لإدارة الصراعات الحالية

  • خذ استراحة إذا تصاعدت الأمور، ثم عد للحوار بتركيز وهدوء.
  • استخدم نبرة لطيفة وابدأ الحديث بطلب واضح ومحدد.
  • استثمر في "محاولات الإصلاح"، مثل الاعتذار وإظهار التفهم أو استخدام لغة الجسد الإيجابية.

استراتيجية معالجة الإصابات العاطفية

تركز هذه الاستراتيجية على معالجة الجروح العاطفية الناتجة عن أحداث سابقة، والتي قد تترك أثرًا نفسيًا عميقًا. يُطلق على هذه الجروح اسم "الإصابات العاطفية"، ويجب أن يتحدث الشريكان بهدوء مع تقبل اختلاف وجهات النظر، دون اللجوء إلى الانتقاد أو الدفاع المفرط.
بهار مترجم الحلقة 31

نصائح للتعامل مع الجروح العاطفية

  • قدّم اعتذارًا صادقًا يركز على المشاعر التي تأثرت.
  • تحمل المسؤولية عن أي تصرف ساهم في تفاقم المشكلة.
  • اسأل شريكك عما يحتاجه منك للشفاء، وكن ملتزمًا بالوفاء بذلك.
الحوار في العلاقات

من الجمود إلى الحوار

غالبًا ما ترتبط المشاكل المستمرة بالاختلافات الجوهرية في الشخصية أو الاحتياجات الأساسية لكل شريك. عندما يتمكن الشريكان من التحول إلى "الحوار"، فهذا يعني تقبلهما للاختلافات وتعايشهما معها بشكل صحي، حتى وإن استمرت بعض المشاحنات البسيطة.

كيفية الانتقال من الجمود إلى الحوار

  • تحدث بصراحة ووضوح عن وجهة نظرك وما ترمز إليه.
  • استمع بتعاطف دون مقاطعة، وأظهر اهتمامًا حقيقيًا بما يُقال.
  • ابحث عن مساحات مشتركة يمكن البناء عليها لتحقيق توازن بين أحلام الطرفين.

إدارة الصراعات كمهارة أساسية

من الضروري أن يدرك الشريكان أن الصراعات جزء لا يتجزأ من الحياة الزوجية. كما قال عالم النفس دان وايل: "عندما تختار شريك حياتك، فإنك تختار مجموعة معينة من المشاكل التي لا يمكن حلها". السر يكمن في كيفية إدارة هذه الصراعات بطريقة تعزز الحب والتفاهم بين الشريكين.