تحديات بناء المساجد وضرورة التصميم المستدام

في الحلقة العشرين من برنامج قلبي اطمأن، تناول غيث العديد من التحديات التي تواجه المساجد في جوانب البناء والصيانة. حيث ألقى الضوء على القضايا المتعلقة بجودة التصميم والتنفيذ، مشدداً على أهمية اعتماد تصاميم مستدامة ومتوازنة تضمن راحة المصلين وتحافظ على البيئة.
كما دعا غيث إلى الانتباه إلى موضوع الإنفاق المسؤول، مشيراً إلى ضرورة الابتعاد عن البذخ في الزخارف غير الضرورية التي لا تضيف قيمة حقيقية للمساجد. وفي سياق الحلقة، تم الإعلان عن مسابقة لتصميم نموذج مسجد مستدام، حيث تم تخصيص جائزة قيّمة تهدف إلى تحفيز الابتكار في هذا المجال.
تحديات بناء المساجد: مشاكل التصميم والتنفيذ
غيث أشار إلى أن العديد من المساجد التي تم إنشاؤها في السنوات الأخيرة تعاني من مشاكل تتعلق بجودة البناء والتصميم. في كثير من الأحيان، يُهمل تخطيط المساجد بشكل دقيق، مما يؤدي إلى ضعف في الهيكل أو تصاميم غير ملائمة للوظائف التي يجب أن تؤديها.
من بين المشاكل التي تم ذكرها استخدام مواد بناء ضعيفة أو تصاميم غير مستدامة، مما يتسبب في تكاليف صيانة مرتفعة على المدى البعيد. لذا، دعا غيث إلى التفكير في التصاميم بشكل شامل وملائم لاحتياجات المجتمع، بعيداً عن الزخارف الفائقة أو توجهات الموضة المكلفة.
يجب أن تكون المساجد مكاناً للعبادة، لذا من الأهمية بمكان أن تركز التصاميم على الراحة والوظائف الأساسية.
أهمية التصميم المستدام
في هذا السياق، ركز غيث على ضرورة اعتماد تصاميم مستدامة. فالتصميم المستدام لا يقتصر فقط على استخدام مواد صديقة للبيئة، بل يمتد ليشمل تقنيات البناء التي تقلل من استهلاك الطاقة وتخفض التكاليف على المدى البعيد.
غيث شدد على أهمية أن تكون المساجد نماذج للمسؤولية البيئية، حيث يمكن أن تقدم مزيجاً من الجمال والوظيفة مع مراعاة التأثير البيئي. لذا دعا المهندسين والمعماريين إلى التفكير في طرق مبتكرة تقلل التأثير البيئي، مثل استخدام الألواح الشمسية لتوليد الطاقة أو تحسين العزل الحراري لتقليل استهلاك الكهرباء.
الإنفاق المسؤول: توجيه الأموال نحو الجوانب الأساسية
من النقاط المهمة التي أشار إليها غيث هي ضرورة الإنفاق المسؤول عند بناء المساجد. بدلاً من التركيز على الزخارف غير الضرورية أو المظاهر التجميلية الفاخرة، يجب تخصيص الأموال للجوانب الأكثر أهمية مثل أساسيات البناء، صيانة المبنى، توفير المرافق المناسبة للمصلين، وتطوير المرافق الخدمية التي تخدم المجتمع بشكل أفضل.
غيث أوضح أنه ينبغي على المجتمعات الإسلامية أن تبتعد عن تكاليف الزخارف الفاخرة التي لا تضيف قيمة جوهرية للمسجد، وأكد على أن الأولوية يجب أن تكون لصحة وسلامة البناء لضمان استدامته على المدى الطويل.
دور المجتمع في صيانة المساجد
تشكل مشاركة المجتمع جزءاً مهماً في الحفاظ على المساجد وضمان استدامتها. غيث دعا إلى أن يكون للمجتمع دور فعال في صيانة المساجد، من خلال دعم الحملات التطوعية للصيانة أو المساهمة المادية من خلال التبرعات المستمرة.
أوضح غيث أن الفكرة تكمن في بناء علاقة مستدامة بين المسجد والمجتمع، حيث يكون الجميع شريكاً في الحفاظ على هذا المكان المقدس، مما يعزز روح المسؤولية الجماعية ويضمن أن تظل المساجد في حالة جيدة لخدمة الأجيال القادمة.
مسابقة تصميم نموذج مسجد مستدام
في خطوة جديدة نحو تشجيع الابتكار، تم الإعلان في الحلقة عن إطلاق مسابقة لتصميم نموذج مسجد مستدام. هذه المسابقة تهدف إلى تحفيز المهندسين المعماريين والمصممين على تقديم أفكار جديدة ومتطورة لتمثيل المساجد في المستقبل.
التابعة الحلقة 20
سيتم منح جائزة قيّمة للفائز، وستسهم هذه المسابقة في تسليط الضوء على التصاميم التي تجمع بين الاستدامة والجمالية والوظيفية. ومن المتوقع أن تكون هذه المبادرة بمثابة حافز لتطوير حلول جديدة تسهم في تحسين بناء المساجد بشكل عام.
رؤية للمستقبل
في ختام الحلقة، أكد غيث على ضرورة تبني نهج جديد في بناء المساجد وصيانتها، يشمل تحسين التصاميم وتوجيه الأموال بشكل صحيح نحو الجوانب التي تضمن استدامتها. المساجد ليست فقط أماكن للعبادة، بل هي جزء من تاريخ وهوية المجتمع.
من خلال التصميم المستدام والإنفاق المسؤول والمشاركة المجتمعية، يمكن أن تصبح هذه الأماكن نماذج للمستقبل. إن التحديات التي نواجهها اليوم في بناء المساجد تفتح المجال لإبداع حلول مستدامة تعود بالنفع على المجتمعات في المستقبل، مما يجعل من هذا الموضوع قضية ذات أهمية خاصة في الأجيال القادمة.