مفهوم الحب من النظرة الأولى
يعتبر الحب من النظرة الأولى فكرة ساحرة تشع بالرومانسية والجاذبية. يتخيل الكثيرون مشهداً سينمائياً حيث تلتقي عيون شخصين وسط زحام الحياة، وتشتعل شرارة فورية تؤدي إلى ولادة قصة حب لا نهاية لها. لكن، هل هناك أدلة علمية تدعم هذه الظاهرة الرومانسية، أم أنها مجرد تجربة عاطفية تغذيها الأحلام والرغبات؟
النصيب الحلقة 40
ما هو الحب من النظرة الأولى؟
الحب من النظرة الأولى هو شعور بالانجذاب القوي والفوري الذي قد يتطور ليصبح علاقة حقيقية. يعتقد الكثيرون أن هذا الشعور نادر الحدوث، لكن الأبحاث تشير إلى أنه ليس كذلك. فقد أجرت دراسة في هولندا عام 2017، حيث أفاد حوالي 60% من المشاركين أنهم عايشوا تجربة الحب من النظرة الأولى في مرحلة ما من حياتهم.
ما يقوله العلم
في سبيل فهم مدى واقعية هذه المشاعر، قامت الدراسة الهولندية بإجراء استطلاع على 400 رجل وامرأة بعد لقاء أشخاص جدد. طُلب من المشاركين تقييم مشاعرهم تجاه هؤلاء الأشخاص بناءً على الجاذبية الجسدية والانجذاب، والإجابة على سؤال مهم: "هل تعتقد أنك تعيش حباً من النظرة الأولى؟"
جاءت النتائج مثيرة للاهتمام:
الحب من النظرة الأولى حقيقي، لكنه ليس دائماً متبادلاً
أظهرت الدراسة أن غالبية تجارب الحب من النظرة الأولى تكون أحادية الجانب. في العديد من الحالات، قد يتغير شعور الطرف الآخر لاحقاً بناءً على سلوك الشريك الأول، مما يؤثر على ذكرياتهم حول اللقاء الأول.
الجاذبية الجسدية هي المفتاح
تُظهر النتائج أن الانجذاب الفوري يرتبط بشكل كبير بالمظهر الجسدي. الأشخاص الأكثر جاذبية يكونون أكثر عرضة لإثارة هذا الشعور. فعلى سبيل المثال، زيادة درجة واحدة في تقييم الجاذبية الجسدية قد ترفع من احتمالية الإبلاغ عن الحب من النظرة الأولى تسعة أضعاف.
الرجال أكثر عرضة للحب من النظرة الأولى
لوحظ أن الرجال يبلّغون عن شعورهم بالحب الفوري أكثر من النساء. قد يكون السبب في ذلك أن النساء تكون أكثر انتقائية في اختيار الشريك، أو أن الأولويات المختلفة تلعب دوراً في هذا التباين.
الحب من النظرة الأولى ليس "حباً" بالكامل.
وفقاً للعلماء، لا يحمل الحب من النظرة الأولى عمق المشاعر مثل الحميمية أو الالتزام أو الشغف الموجود في العلاقات طويلة الأمد. إنه شعور قوي يربط الشخص بالآخر، لكنه مجرد بداية لمجموعة من الاحتمالات للعلاقة.
الحب من النظرة الأولى.. مزيج بين العلم والعاطفة
بينما يوضح العلم أن الحب من النظرة الأولى حقيقي ويمكن أن يُعاش، إلا أنه ليس بالضرورة الحب الذي نفهمه في إطار العلاقات العميقة. هو أشبه بشعور فوري بالانجذاب الذي يفتح المجال لبناء علاقة. في حين أن بعض هذه التجارب قد تتلاشى أو لا تتحول إلى علاقات، فإن الحالات التي تتطور إلى قصص حب حقيقية تظل مؤثرة وملهمة.
باختصار، الحب من النظرة الأولى ليس وهماً، لكنه أيضاً ليس الحب الكامل الذي يتطلب الوقت للتطور والنضوج. ومع ذلك، تبقى هذه التجربة مثيرة للجدل والجاذبية، وقد تكون البداية لقصة لا تُنسى.