-

ذكرى رحيل زبيدة ثروت ملكة الرومانسية

ذكرى رحيل زبيدة ثروت ملكة الرومانسية
(اخر تعديل 2024-12-12 23:19:32 )
بواسطة

في مثل هذا اليوم، تحل ذكرى رحيل الفنانة الراحلة زبيدة ثروت، واحدة من أبرز نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية، التي تركت وراءها إرثًا فنيًا خالدًا، ولقب "ملكة الرومانسية". تميزت بجمالها الفريد وأدائها المتقن، مما جعلها تترك بصمة لا تُنسى في عالم الفن السابع، ليبقى اسمها حيًا في ذاكرة الأجيال رغم مرور الزمن.
الانين الحلقة 30

البداية.. جمال لافت يقود إلى النجومية

ولدت زبيدة ثروت في 14 يونيو 1940 لعائلة عريقة، حيث كان والدها ضابطًا ووالدتها تنتمي لسلالة السلطان حسين كامل. بزغ نجمها منذ صغرها، إذ فازت في مسابقات جمال عديدة مثل "ملكة جمال الشرق" و"أجمل عشرة وجوه للسينما"، ما جذب الأنظار إلى موهبتها وجمالها الاستثنائي، مما دفعها سريعًا نحو عالم الفن.

كان أول ظهور سينمائي لها عام 1956 في فيلم "دليلة"، الذي جمعها مع العملاقين عبد الحليم حافظ وشادية، رغم أن دورها اقتصر على مشهد قصير. ولكن هذا الفيلم كان بمثابة انطلاقتها الحقيقية، لتتألق لاحقًا في فيلم "يوم من عمري" مع عبد الحليم، مما عزز مكانتها كنجمة رومانسية وكسب حب الجماهير.

أعمال خالدة في ذاكرة السينما

قدمت زبيدة ثروت مجموعة من الأفلام التي تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية. من أبرز أعمالها "نساء في حياتي" مع رشدي أباظة وهند رستم، و"في بيتنا رجل" مع عمر الشريف، و"الحب الضائع" مع سعاد حسني. ساهمت أدوارها في ترسيخ مكانتها بين أبرز نجمات جيلها، وشاركت في أفلام تعد من بين أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

وعلى خشبة المسرح، أظهرت زبيدة موهبتها في أعمال مثل مسرحية "عائلة سعيدة جدًا"، التي كانت آخر أعمالها الفنية قبل أن تتخذ قرار الاعتزال.

الاعتزال.. قرار مفاجئ ونهاية مرحلة

في أواخر السبعينيات، وبعد النجاح الكبير الذي حققته في فيلم "المذنبون"، قررت زبيدة ثروت اعتزال الفن بشكل مفاجئ. اختارت الابتعاد عن الأضواء والهجرة إلى الولايات المتحدة لفترة، قبل أن تعود إلى مصر. ورغم ابتعادها، ظلت ذكراها عالقة في قلوب جمهورها، خاصة مع تصريحاتها الجريئة حول علاقتها بعبد الحليم حافظ ورغبتها في أن تُدفن بجواره.

حياة شخصية غنية بالتجارب

على الصعيد الشخصي، عاشت زبيدة حياة مليئة بالتجارب، إذ تزوجت عدة مرات، وكان أبرزها زواجها من المنتج السوري صبحي فرحات، الذي أنجبت منه أربع بنات. ورغم انشغالها بمسيرتها الفنية، استطاعت الحفاظ على توازنها بين العمل وحياتها العائلية.

الرحيل.. نهاية حزينة ومسيرة خالدة

في 13 ديسمبر 2016، أسدل الستار على حياة زبيدة ثروت بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 76 عامًا. غابت عن الحياة، لكن أعمالها وأدوارها الرومانسية ستظل شاهدة على موهبتها وجمالها الفريد، حيث ستظل واحدة من رموز الزمن الجميل التي ألهمت أجيالًا متعاقبة من الفنانين والمحبين.