رحيل أيقونتين من الفن المغربي

خيّم الحزن على الوسط الفني المغربي بعد فقدان الممثلين عبد القادر مطاع ومحمد الرزين، اللذان رحلا بفارق أيام قليلة بعد معاناة مع المرض، تاركَيْن وراءهما إرثًا فنيًا وإنسانيًا سيبقى راسخًا في ذاكرة المغاربة.
رحيل عبد القادر مطاع.. أيقونة المسرح والتلفزيون المغربي

ودّع عشّاق الفن المغربي، الثلاثاء، الفنان عبد القادر مطاع عن عمر يناهز 85 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من ستة عقود، تركت بصمة واضحة في تاريخ الفن المغربي.
وُلِد مطاع في مدينة فاس عام 1940، وبدأ مشواره من خشبة المسرح حيث لفت الأنظار بموهبته الفذة وصوته القوي، ليصبح أحد أبرز ممثلي جيله. انتقل لاحقًا إلى السينما والتلفزيون حيث تألق في أعمال خالدة مثل فيلم "وشمة" للمخرج حميد بناني، ومسلسل "خمسة وخميس" الذي قدّم فيه شخصية الطاهر بلفرياط، والتي ظلت محفورة في ذاكرة الجمهور المغربي.
عبد القادر مطاع رسم معالم السينما والمسرح المغربي
رغم ابتعاده في سنواته الأخيرة بسبب تدهور حالته الصحية وفقدانه البصر تدريجيًا، ظلّ إرثه الفني حاضرًا بقوة في وجدان المغاربة. وقد نعاه مهرجان مراكش الدولي للفيلم في منشور على "إنستغرام"، جاء فيه: "تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الممثل المغربي الكبير عبد القادر مطاع، أحد رواد فن التشخيص في المغرب، الذي ساهم في رسم معالم السينما والمسرح المغربي منذ بداياته الأولى... إنا لله وإنا إليه راجعون."
بأدائه الصادق وصوته العميق، جسّد مطاع الروح المغربية الأصيلة، وجعل الجمهور يضحك ويبكي ويتأمل، ليبقى اسمه منارة للفنانين الشباب.
محمد الرزين.. نجم المسرح المغربي وصوت الالتزام الفني
بعد يومين فقط على رحيل مطاع، تلقى الوسط الفني المغربي صدمة جديدة بوفاة الفنان محمد الرزين، الذي رحل، الخميس، بعد معاناة طويلة مع المرض. يُعتبر الرزين من الوجوه البارزة في الساحة الفنية الوطنية، عُرف بأخلاقه الرفيعة وانضباطه المهني، وشارك في عشرات الأعمال التي بصمت تاريخ الدراما والمسرح المغربي.
محمد الرزين.. مكانة كبيرة طالها التهميش
نعاه عدد من الفنانين والمخرجين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينهم رشيد الوالي الذي وصفه بأنه "لم يكن مجرد فنان عابر، بل أحد أعمدة المسرح المغربي"، مشيرًا إلى أنه كان يتواصل مع ابنه مروان باستمرار للاطمئنان على صحته. كما أعرب المخرج حكيم قبابي عن فخره بالعمل معه في فيلمه الأخير "يوم طويل"، واصفًا الراحل بأنه "رجل خلوق، أبيّ، وصاحب كرامة تليق بفنان حقيقي".
شراب التوت الحلقة 103
ارتبط اسم محمد الرزين بالأصالة الفنية والالتزام، وقدّم أعمالًا تركت بصمة واضحة في الذاكرة الجماعية المغربية، قبل أن يطاله التهميش في السنوات الأخيرة من حياته، رغم مكانته الكبيرة في قلوب زملائه وجمهوره.
برحيل عبد القادر مطاع ومحمد الرزين، يفقد المشهد الفني المغربي اثنين من أبرز أعمدته، اللذين أسهما في بناء هوية الفن المغربي الحديث، وخلّفا إرثًا غنيًا بالأعمال التي شكّلت ذاكرة الأجيال، ليبقى اسماهما شاهدين على زمن الفن الجميل في المغرب.