-

تطور نموذج تنبؤي لإنقاذ الأشخاص المفقودين

تطور نموذج تنبؤي لإنقاذ الأشخاص المفقودين
(اخر تعديل 2025-04-13 21:27:26 )
بواسطة

في خطوة مبتكرة وجديدة في عالم البحث والإنقاذ، قام فريق من الباحثين في جامعة غلاسكو في أسكتلندا بتطوير نموذج حاسوبي متقدم يتيح التنبؤ بالمواقع المحتملة للأشخاص المفقودين في الطبيعة. يعتمد هذا النموذج على تحليل سلوك الأفراد في مواقف مشابهة، مما يعزز من فرص العثور عليهم بشكل أسرع وأكثر فعالية.
الغزال الحلقة 3

خريطة حرارية تقود فرق الإنقاذ

يعتمد النظام الجديد على إنشاء خريطة حرارية توضح احتمالية تواجد الأشخاص المفقودين في مواقع معينة ضمن بيئات طبيعية شاسعة. تساهم هذه التقنية في توجيه جهود فرق الإنقاذ بدقة عالية، خاصة في المناطق الجبلية الوعرة. كما يمكن دمج هذا النظام مع طائرات دون طيار مزودة بأجهزة استشعار، مما يسرّع من عمليات البحث والمسح في الظروف القاسية.

سلوكيات محاكاة مبنية على الواقع

يقود هذا المشروع المبتكر جان هندريك إيورز، طالب الدكتوراه في كلية جيمس وات للهندسة. وقد أوضح أن النموذج تم تصميمه بعد إجراء تحليل شامل لحالات واقعية لأشخاص فُقدوا في الطبيعة. كما قام الفريق بإنشاء ما يُعرف بـ"الوكلاء المحاكيين"، وهي شخصيات افتراضية تحاكي سلوك البشر في حالات الفقد، اعتمادًا على الدوافع النفسية والسلوكية مثل البحث عن الماء، الملجأ، أو المسارات الآمنة.

التغلب على نقص البيانات

واجه الفريق تحديًا كبيرًا يتمثل في نقص البيانات، حيث تركز فرق الإنقاذ غالبًا على إنقاذ الأرواح أكثر من جمع المعلومات. وللتغلب على هذا التحدي، استعان الباحثون بدراسات سابقة وتحليلات دقيقة لسلوك المفقودين، مما أتاح لهم بناء قاعدة معرفية موثوقة تدعم هذا النظام المتطور.

تجارب واقعية على جزيرة أران

لاختبار فعالية النموذج، قام الفريق بإجراء تجربة على نسخة رقمية من جزيرة أران الواقعة على الساحل الغربي لاسكتلندا. أظهرت النتائج تطابقًا ملحوظًا بين تحركات "الوكلاء المحاكيين" والبيانات الحقيقية من حالات فقد حدثت بالفعل، مما أثار دهشة الباحثين وأكد فعالية النظام في تحقيق أهدافه.

استخدام عالمي محتمل

أكد البروفيسور ديفيد أندرسون، المشارك في المشروع، أن هذا النظام القائم على النمذجة النفسية يمكن تطبيقه في أي بيئة طبيعية، سواء في الغابات أو الصحاري أو المناطق الجبلية. وهذا يفتح الآفاق لإنقاذ حياة الناس في مختلف أنحاء العالم، بفضل قدرته على فهم وتوقع سلوك البشر في ظروف الطوارئ.