تأثير الألوان على الحالة النفسية

يشير العديد من خبراء علم النفس إلى أن الألوان التي نراها يوميًا تلعب دورًا محوريًا في تشكيل حالتنا المزاجية والعاطفية. فإذا اخترنا ألوانًا معينة في ملابسنا أو محيطنا، يمكن أن نساهم في تعزيز شعورنا بالراحة الداخلية والهدوء.

تعمل بعض الألوان على تحسين مزاجنا وتعزيز توازننا النفسي، مما ينعكس بشكل إيجابي على حياتنا اليومية. ومن أبرز هذه الألوان التي تحدث فرقًا في حالتنا النفسية:

اللون الأخضر: رمز التوازن النفسي

يعتبر اللون الأخضر من الألوان التي تدعم تحقيق "التوازن النفسي"، كما تفسر ذلك ميشيل لويس، خبيرة علم نفس الألوان ومؤسسة "The Color Cure". فهي تشير إلى أن هذا اللون يعد أحد الألوان الأساسية التي تعمل على تحقيق توازن بين الألوان الأخرى مثل "الأحمر، والأصفر، والأزرق"، مما يجعله الخيار المثالي للاستقرار العاطفي.

تضيف ميشيل أن اللون الأخضر يمتلك القدرة على تهدئة الأعصاب وزيادة المعنويات، مما يجعله الخيار الأمثل للحصول على يوم أكثر هدوءًا. سواء كنت تعاني من التوتر أو الاكتئاب، فإن استخدام اللون الأخضر قد يكون له تأثير إيجابي في تخفيف هذه المشاعر وإعادتك إلى حالة من الاستقرار النفسي.

الأخضر يعزز الاسترخاء ويقلل من القلق

تؤكد الدكتورة إلين ألبرتسون، أخصائية علم النفس وخبيرة الريكي، أن اللون الأخضر يميل إلى أن يكون مهدئًا، لذا فإن ارتداء الملابس الخضراء يمكن أن يعزز الشعور بالاسترخاء ويقلل من القلق. كما أن المحيط الذي يحتوي على هذا اللون يسهم في تعزيز الرفاهية النفسية، خاصة إذا كنت محاطًا بالطبيعة والفضاءات الخضراء.

وأظهرت دراسات أجريت في عام 2017 على 36 امرأة أن قضاء وقت في بيئة خضراء في المدينة كان مرتبطًا بانخفاض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وفقًا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز".

اللون الأزرق: مصدر للهدوء والسلام

إلى جانب الأخضر، يعد اللون الأزرق أيضًا من الألوان التي تساهم في خلق جو من الهدوء والسلام. توضح الدكتورة ألبرتسون أن اللون الأزرق يميل إلى أن يكون مسالمًا، مما يساعد في تقليل التوتر وتعزيز الشعور بالراحة النفسية.

يرتبط هذا اللون بالشعور بالسلام الداخلي، مما يجعله خيارًا ممتازًا للملابس التي ترتديها في الأيام التي تحتاج فيها إلى تقليل القلق. ويتفق كل من لويس وألبرتسون على أن تأثير اللون الأزرق يمكن أن يساهم في خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى خلق بيئة أقل توترًا وأكثر هدوءًا.

علاوة على ذلك، يمكن لدرجات الأزرق المختلفة، سواء الفاتحة أو الداكنة، أن تترك تأثيرًا إيجابيًا في تحسين حالتك النفسية.

باختصار، لا يمكن إنكار تأثير الألوان على حالتنا النفسية. فالأخضر والأزرق ليسا مجرد ألوان، بل هما أدوات فعالة يمكن أن تعزز من مزاجنا وتساعد في تحسين رفاهيتنا العامة.