تأثير الارتجاج على السمع: الأعراض والعلاج

الارتجاج هو حالة طبية تُعتبر من أكثر الإصابات شيوعًا، حيث تظهر أعراض مثل الدوخة والصداع، بالإضافة إلى التشوش الذهني والإرهاق. قد يشعر المصاب أيضًا بوضوح بوجود ضبابية في الرؤية وحساسية تجاه الضوء. ولكن، ما قد يغفله الكثيرون هو أن تلك الأعراض ليست سوى بداية القصة. فعندما تتلاشى هذه الأعراض ويعود الشخص إلى حياته الطبيعية، قد تظهر آثار جانبية أخرى مثل الطنين المستمر في الأذنين، الحساسية للضوضاء، وصعوبات في السمع، وهي مشكلات غالبًا ما تُعتبر غير هامة أو تُهمل.
كيف يؤثر الارتجاج على السمع؟

يعتبر الارتجاج نوعًا خفيفًا من إصابات الدماغ الرضحية يحدث عادةً نتيجة تعرض الرأس لضربة قوية. هذه الإصابات يمكن أن تؤثر على خلايا الدماغ، بما في ذلك تلك المسؤولة عن السمع، مما يؤدي إلى تغييرات قد تكون مؤقتة أو حتى دائمة. قد يعاني الأطفال والبالغون على حد سواء من مشكلات سمعية بعد الارتجاج، خصوصًا في الحالات الناتجة عن حوادث السقوط أو الحوادث المرورية أو الأنشطة الرياضية التي تتطلب احتكاكًا جسديًا.
الرياضيون وأفراد القوات المسلحة هم أكثر عرضة لهذا النوع من الإصابات، نظرًا لطبيعة أنشطتهم التي تتضمن مخاطر عالية.
الضرر الذي يلحق بالأذن الداخلية
تحتوي الأذن الداخلية على شعيرات سمعية دقيقة تلعب دورًا أساسيًا في تحويل الاهتزازات الصوتية إلى إشارات كهربائية تُعالج في الدماغ. يمكن تشبيه هذه الشعيرات بالأعشاب الرقيقة، حيث تعود بعضها إلى وضعها الطبيعي بعد تعرضها للضغط، بينما تظل بعضها الآخر متهتكًا وغير قادر على أداء وظيفته. عندما تتضرر هذه الشعيرات نتيجة الارتجاج، فإنها لا تنمو مجددًا، مما يؤدي إلى مشكلات مثل طنين الأذن وفقدان السمع والحساسية المفرطة تجاه الأصوات.
أمنية وإن تحققت الحلقة 521
كيف يؤثر الارتجاج على معالجة الأصوات؟
يعتمد الدماغ على الإشارات العصبية لفهم الأصوات من حولنا، ولكن إصابة هذه المسارات العصبية يمكن أن تجعل من الصعب على المصاب تمييز الكلام، خاصة في البيئات الضوضائية. أظهرت الدراسات أن الرياضيين الذين تعرضوا لارتجاج سابق واجهوا صعوبة في فهم العبارات المنطوقة في وجود ضوضاء في الخلفية. كما أظهرت اختبارات أخرى أن بعض المصابين بالارتجاج يعانون من حساسية مفرطة تجاه الأصوات أو يجدون صعوبة في معالجة الكلمات السريعة.
لا تهمل مشكلات السمع
يمكن أن يحدث الارتجاج في أي عمر نتيجة السقوط أو ممارسة رياضات مثل كرة السلة، كرة القدم، التزلج، وركوب الدراجات، أو بسبب حوادث السيارات. بعد تعرض الطفل أو البالغ لإصابة في الرأس، من المهم الانتباه إلى أي شكاوى تتعلق بالدوخة أو طنين الأذن أو ضعف السمع، حتى لو بدت الأعراض غير مرتبطة بالارتجاج مباشرة.
قد تؤثر مشكلات السمع أيضًا على التركيز والأداء المدرسي لدى الأطفال، لذا يجب متابعة أي تغييرات في قدرتهم على التعلم أو الانتباه بعد التعرض لإصابة.

متى يجب طلب المساعدة؟
في حال الاشتباه بوجود مشكلات في السمع بعد الإصابة بارتجاج، يُنصح بمراجعة اختصاصي أنف وأذن وحنجرة لإجراء فحص شامل والتأكد من عدم وجود مشكلات أخرى قد تؤثر على السمع.
يمكن لأخصائي السمع تقديم اختبارات متخصصة لتقييم السمع والتوازن، بالإضافة إلى اقتراح استراتيجيات للتعامل مع الأعراض، مثل استخدام معينات سمعية في الحالات الشديدة أو تطبيقات خاصة لتحسين معالجة الأصوات.
الوعي بهذه التأثيرات غير المتوقعة للارتجاج يمكن أن يساعد في اتخاذ خطوات مبكرة للتعامل معها، مما يضمن تحسين جودة الحياة للمصابين.