-

تأثير تقليل استخدام الهواتف الذكية على الصحة

تأثير تقليل استخدام الهواتف الذكية على الصحة
(اخر تعديل 2025-03-28 20:11:33 )
بواسطة

في عالم اليوم الذي تسيطر عليه الهواتف الذكية والتواصل المستمر عبر الإنترنت، باتت المخاوف حول تأثير هذا الارتباط الدائم على صحتنا العقلية وأداءنا الذهني تزداد. لذلك، أجرى فريق من الباحثين في جامعة كولومبيا البريطانية دراسة فريدة من نوعها لفهم العلاقة بين تقليل استخدام الإنترنت عبر الهواتف المحمولة وتحسين الوظائف الإدراكية.
يوميات رجل عانس الحلقة 30

تجربة علمية لاستكشاف التأثيرات

شملت الدراسة 400 مشارك، من طلاب وبالغين، حيث تم طلب منهم تحميل تطبيق يعطل الاتصال بالإنترنت على هواتفهم، مع السماح بإجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية. خضع المشاركون لاختبارات واستبيانات قبل وبعد التجربة لقياس وظائف الدماغ والصحة النفسية.

نتائج الدراسة: تحسن ملحوظ في التركيز والصحة النفسية

أظهرت نتائج الدراسة أن إيقاف الاتصال بالإنترنت على الهواتف الذكية لمدة أسبوعين ساهم في تحسين التركيز بشكل كبير، حيث أصبح انتباه المشاركين يعادل شخصًا أصغر بعشر سنوات.

إضافة إلى ذلك، أفاد 90% من المشاركين بتحسن ملحوظ في صحتهم النفسية، وكانت هذه الفوائد تتجاوز تأثير تناول مضادات الاكتئاب خلال نفس الفترة.

تقليل الوقت على الإنترنت يعزز التفاعل الاجتماعي والنشاط البدني

خلال فترة الدراسة، انخفض متوسط استخدام الهاتف في إحدى المجموعات من 5 ساعات و14 دقيقة يوميًا إلى ساعتين و41 دقيقة فقط. هذا التغيير أدى إلى زيادة التفاعل الاجتماعي، ممارسة النشاط البدني، وقضاء وقت أطول في الطبيعة، مما انعكس إيجابيًا على جودة حياة المشاركين.

تغيير نمط الحياة: أثر تقليل الاتصال بالإنترنت

أوضح الباحثون أن التحسن الملحوظ في التركيز والصحة النفسية قد يعود إلى تغيير نمط الحياة، حيث قل الاعتماد على الإنترنت وزاد التفاعل المباشر بين الأفراد.

كما أشاروا إلى أن الاتصال المستمر بالعالم الرقمي يمكن أن يؤثر سلبًا على الأداء الذهني والصحة العقلية، بينما يمكن لتقليل هذا الاتصال أن يعزز الرفاهية النفسية.

خطط دراسات مستقبلية: التركيز على تطبيقات محددة

يسعى الباحثون في المستقبل لدراسة تأثير تقليل استخدام تطبيقات معينة، مثل مواقع التواصل الاجتماعي، بدلاً من حجب الإنترنت بشكل كامل.

كما يخططون لاختبار ما إذا كان تقليل استخدام الأجهزة الأخرى المتصلة بالإنترنت، مثل الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية، يمكن أن يحقق تأثيرات مشابهة.

تمويل الدراسة ودعم الشركات الكبرى

تم تمويل هذه الدراسة من قبل "مؤسسة مجتمع وادي السيليكون"، إحدى أكبر المؤسسات الخيرية في المنطقة، وقد حصلت على دعم كبير من "فيسبوك" التي تبرعت بمبلغ 1.95 مليار دولار في عام 2010 و200 مليون دولار أخرى في عام 2018.

وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة PNAS Nexus، حيث تم التأكيد على أهمية فهم تأثير التكنولوجيا الحديثة على الصحة العقلية وضرورة البحث المستمر في هذا المجال.