-

الملحمة الشعرية الإنسانية الكبرى "مانسيرة"

الملحمة الشعرية الإنسانية الكبرى
(اخر تعديل 2024-11-11 21:35:28 )
بواسطة

تُعتبر الملحمة الشعرية "مانسيرة" حدثًا فريدًا في تاريخ الشعر الحديث، حيث تمثل عملًا ملحميًا جماعيًا هو الأول من نوعه في العالم العربي، بل على مستوى العالم بأسره. هذه الملحمة ليست مجرد مجموعة من النصوص الشعرية، بل هي تعبير إنساني شامل يجسد معاناة وآمال وأحلام البشرية في القرن الحادي والعشرين.

الشاعر عادل خزام: صاحب الفكرة

الشاعر الإماراتي عادل خزام هو العقل المدبر وراء هذا المشروع الأدبي الضخم. لقد أطلق هذه الفكرة الفريدة وجمع النصوص من شعراء من مختلف أنحاء العالم، وقام أيضًا بترجمتها ليجعلها أكثر شمولية. وصدرت الملحمة عن دار التكوين في دمشق، وتحتوي على 260 صفحة من القطع الكبير.

المعروف أن 86 شاعرًا من قارات مختلفة مثل آسيا، إفريقيا، أوروبا، أمريكا الشمالية، أمريكا اللاتينية، والوطن العربي، قد ساهموا في كتابة هذه الملحمة، مما جعلها تجربة شعرية عالمية غنية بالتنوع الثقافي.

فكرة العمل الشعري الملحمي

كتب عادل خزام مقدمة توضح الفكرة العامة للملحمة، وأكد أن صوتها يمثل جميع الشعراء والفنانين، حتى أولئك الذين لم يشاركوا بشكل مباشر في العمل. تعتبر هذه الملحمة رسالة شاملة للجمال، الحقيقة، والمحبة، والقيم الإنسانية السامية.

من المقرر أن تُترجم الملحمة إلى الإنجليزية والفرنسية، ما يعكس أهمية العمل وتطلعاته العالمية. يتكون اسم "مانسيرة" من كلمتين: "man" التي تعني "الإنسان" و"سيرة" باللغة العربية، مما يعكس طبيعة العمل الذي يتناول حياة الإنسان المعاصر.

تعتبر هذه الملحمة الأولى من نوعها في العالم، حيث تجمع قصائد كُتبت بلغات متعددة، مما يجعلها تمثل إنسان القرن الحادي والعشرين، الذي يعيش في عصر التحولات الرقمية، بالإضافة إلى كونه إنسان الحروب النووية التي تهدد مستقبل الأرض.

التحديات والتنظيم

في مقدمة الكتاب، أشار خزام إلى أن العديد من النصوص مرت بتجارب لغوية وترجمية متعددة قبل الوصول إلى صيغتها العربية النهائية، مما أضاف أبعادًا جديدة للنصوص. كان الهدف الأصلي هو دعوة 100 شاعر من 100 دولة، لكن العملية لم تكن سهلة. واجه الفريق العديد من التحديات، بما في ذلك اعتذارات من بعض الشعراء وتساؤلات حول كيفية كتابة الملحمة.
التوت الأسود الحلقة 7

لكن في النهاية، كما ذكر خزام، تمكنا من جمع النصوص التي أُعجب بها الشعراء واعتبروها إنجازًا عالميًا غير مسبوق. تتوزع الملحمة على عدة فصول وتحتوي على مقاطع تجعل من قراءة القارئ تجربة مميزة، حيث يمكنه التنقل بين النصوص بسهولة.

المساهمة الفنية

لم تقتصر المشاركة في "مانسيرة" على الشعراء فحسب، بل شارك عدد من الفنانين التشكيليين بلوحات تعكس روح النصوص الشعرية. من بين الفنانين المشاركين: عبدالرحيم سالم، فيتوريا تشيريسي، مياسة سلطان السويدي، وغيرهم، مما أضفى طابعًا فنيًا متكاملًا على العمل.

البعد الفني للملحمة

في مقدمة الكتاب، وصف خزام الملحمة بأنها تجربة فنية جديدة، تتميز بتنوع الأساليب والأنماط الأدبية. تؤكد هذه الملحمة على قدرة اللغة على التعبير عن مختلف الأفكار والمشاعر، مما يجعلها نصًا شعريًا عالميًا يتحدث عن إنسان اليوم.

بعض مقتطفات من الملحمة

في البدء كان العالم شيئاً واحداً
لا غرب لا شرق، لا وضوح ولا غموض
ولا البداية تعرف أن لها نهاية
ولا النهاية بدأت، أو صار لها مؤيدون
ولد الصمت سيداً... (يتبع)

على الرغم من التحديات، استطاع فريق العمل أن ينتج نصًا شعريًا يعبّر بصدق عن مشاعر الإنسانية، مما يجعل "مانسيرة" تجربة أدبية لا تُنسى.