-

الجانب الخفي للأمومة: مشاعر تحتاج للتعبير

الجانب الخفي للأمومة: مشاعر تحتاج للتعبير
(اخر تعديل 2025-03-23 08:11:36 )
بواسطة

الأمومة... تلك الكلمة التي تحمل في طياتها آلاف الصور النمطية، من أم تغمر طفلها بحنان لا ينضب، إلى أخرى تضحّي دون شكوى، وتجد في دورها سعادة مطلقة. لكن، ماذا لو لم يكن الأمر كذلك؟ ماذا لو لم تشعر كل امرأة بالسعادة الغامرة في هذا الدور؟ ماذا لو اختلطت مشاعرها بين الحب والتعب، وبين التقدير والاختناق؟

هناك جانب خفي من الأمومة لا يتم التحدث عنه كثيرًا، لكنه موجود في زوايا القلوب المنهكة، في النظرات الشاردة، وفي الاعترافات المبتورة التي تخشى الأمهات البوح بها خوفًا من اللوم أو الإدانة. الشعور بعدم الانتماء الكامل لدور الأم ليس دليلًا على نقص الحب، بل هو تعبير عن صراع داخلي يعيشه البعض بين التوقعات المجتمعية وما يشعرن به حقًا.
البطل الحلقة 24

لماذا قد لا تحب بعض الأمهات دورهن؟

صورة تعبيرية عن الأمومة

ليس من السهل أن تعترف امرأة بأنها لا تستمتع بدور الأم كما يروج له في الأفلام والكتب ومواقع التواصل. هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل بعض الأمهات يشعرن بهذا الضغط الخفي، ومنها:

الهوية المفقودة

قبل أن تصبح أمًا، كانت امرأة مستقلة، لديها أحلامها وشغفها، وعندما أتى الطفل، أصبحت مسؤولياتها تلتهم وقتها بالكامل، حتى باتت بالكاد تتعرف على نفسها.

الضغط المجتمعي

يعيش كثير من النساء تحت وطأة التوقعات المثالية، حيث يُنتظر منهن أن يكنّ سعيدات، ممتنات، ومتفانيات طوال الوقت، وذلك يجعلهن يشعرن بالذنب عند مواجهة مشاعر متضاربة.

الإنهاك العاطفي والجسدي

قلة النوم، الرعاية المستمرة، والتضحية المتكررة تجعل من الصعب الاستمتاع بالأمومة عندما تكون الطاقة مستنزفة بالكامل.

فقدان الحرية

من أبسط القرارات كتناول وجبة بهدوء إلى السفر أو تحقيق الأهداف الشخصية، تجد بعض الأمهات أنفسهن مقيدات بشكل لم يتوقعنه، وهذا ما قد يخلق شعورًا بالضيق.

كيف يمكن التعامل مع هذه المشاعر؟

المفتاح ليس في قمع هذه المشاعر أو إنكارها، بل في الاعتراف بها والتعامل معها بطريقة صحية تساعد الأمهات على استعادة التوازن دون الشعور بالذنب أو العار.

التوقف عن جلد الذات

ليس كل أم تعيش دورها بنفس الطريقة، والمشاعر المتضاربة لا تعني نقصًا في الحب أو الإخلاص.

البحث عن الدعم

الحديث مع شريك الحياة، أو صديقة مقرّبة، أو حتى متخصص نفسي، يمكن أن يساعد في تخفيف الشعور بالوحدة وإيجاد حلول عملية.

إيجاد مساحة شخصية

حتى لو كانت دقائق معدودة يوميًا لممارسة هواية أو الجلوس بصمت، فهذا يمكن أن يساعد في إعادة شحن الطاقة العاطفية.

إعادة تعريف الأمومة

ليس هناك نموذج واحد صحيح للأم الجيدة، ولكل امرأة الحق في صياغة تجربتها الخاصة بما يناسبها ويناسب أسرتها.

الأمومة ليست دائمًا وردية، وهذا لا يجعل المرأة أقل كفاءة أو حبًا لأطفالها. في النهاية، ما تحتاجه الأمهات أكثر من أي شيء آخر هو مساحة للتعبير، دون خوف من اللوم أو إطلاق الأحكام. فربما حان الوقت لكسر الصورة النمطية، والاعتراف بأن الحب الحقيقي لا يُقاس بالمثالية، بل بالصدق في المشاعر، وبالسعي اليومي للتوازن بين العطاء للآخرين والعطاء للنفس.