أهمية الدهون الصحية لجسمك

على الرغم من أن الدهون غالباً ما ترتبط بفكرة زيادة الوزن والخوف من اكتسابها، إلا أن الجسم يحتاج إلى كمية معينة من الدهون الصحية يومياً لكي يؤدي وظائفه بشكل فعال. إذ تؤكد منظمة الصحة العالمية أن تناول الدهون بكميات مناسبة لا يؤدي إلى السمنة، بل يساعد في الحفاظ على وظائف حيوية مثل امتصاص الفيتامينات وحماية الأعضاء وتنظيم الهرمونات.

للأسف، كثير من الناس يتجنبون الدهون تماماً أو يخلطون بين الدهون النافعة والضارة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض غريبة وغير متوقعة في صحة الجسم.

إشارات جسدية تدل على نقص الدهون في جسمك

إليك بعض الإشارات التي يرسلها جسمك والتي تشير إلى حاجته إلى الدهون، وفقاً لموقع "yourtango" الصحي:

التهابات المفاصل المتكررة

إذا كنت تعاني من آلام أو تصلب في المفاصل، فقد يكون نقص الدهون الصحية هو السبب. فالأحماض الدهنية مثل أوميغا-3 الموجودة في الأسماك تساهم في تقليل الالتهابات وتحسين الحركة، بينما الدهون المتحولة قد تزيد من حدة هذه الالتهابات.

تعمل أوميغا-3 كبديل طبيعي لمضادات الالتهاب الدوائية، مما يجعل من الضروري إدخالها في النظام الغذائي لدعم صحة المفاصل على المدى الطويل.

جفاف وتشقق الجلد

الجلد يتكون من طبقات تحيط بها غشاء دهني يحافظ على رطوبته. نقص الدهون الصحية، خاصة أوميغا-3، يمكن أن يؤدي إلى جفاف شديد وتشقق دائم رغم استخدام المستحضرات المرطبة.

تساعد هذه الأحماض على تعزيز حاجز الجلد وتقليل الانتفاخات والالتهابات. لذلك، من المهم تضمين مصادر مثل بذور الكتان أو المكسرات أو الأسماك الدهنية في النظام الغذائي، حيث تمنح البشرة دعماً داخلياً يتجاوز ما تقدمه الكريمات.

نقص فيتامين D

فيتامين D هو أحد الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، مما يعني أن الجسم يحتاج إلى وجود دهون صحية لامتصاصه بشكل فعال. حتى عند تناول المكملات، قد يؤدي نقص الدهون إلى انخفاض مستوى امتصاص هذا الفيتامين.

تشمل أعراض نقص فيتامين D ضعف العظام، آلام العضلات، تقلبات المزاج، وارتفاع ضغط الدم. إضافة الدهون الصحية إلى النظام الغذائي يسهل امتصاص هذا الفيتامين الحيوي، مما يحمي الجسم من المضاعفات المرتبطة بنقصه.

اضطرابات هرمونية

الدهون ليست مجرد مصدر للطاقة، بل هي عنصر أساسي في تصنيع الهرمونات ونقلها إلى الخلايا. نقص الدهون يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية، تقلبات المزاج، وحتى مشاكل في الغدة الدرقية.

تساعد أوميغا-3 والدهون غير المشبعة في تحقيق التوازن الهرموني ودعم الأغشية الخلوية. إن تجاهل الدهون الصحية يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الجسم، مما يتجاوز مجرد الشعور بالتعب أو فقدان الطاقة.

الشعور بالجوع المستمر

إذا كنت تتبع نظاماً غذائياً متوازناً لكنك تشعر بالجوع بسرعة، فقد يكون السبب هو قلة الدهون في نظامك الغذائي. تساعد الدهون على الشعور بالشبع وتبطئ عملية الهضم، مما يمنح الجسم طاقة مستمرة ويقلل من الرغبة في تناول وجبات إضافية.

تساهم الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون الصحية في فقدان الوزن عن طريق تعزيز الشعور بالشبع، على عكس الاعتقاد الشائع بأن الدهون هي السبب الرئيسي للسمنة.

الإرهاق الذهني وضعف التركيز

يحتاج الدماغ إلى الدهون، وخاصة أوميغا-3، للعمل بكفاءة. نقص هذه الدهون قد يؤدي إلى التهابات عصبية تؤثر على المزاج والتركيز، وتزيد من خطر الاكتئاب.

لذا، فإن الدهون الصحية ليست سيئة كما يعتقد البعض، بل هي أساسية لصحة الجسم والمفاصل والجلد والهرمونات والدماغ. يجب أن نتذكر أن غيابها يترك إشارات واضحة لا ينبغي تجاهلها. من الضروري تضمين مصادر مثل الأسماك والمكسرات والبذور في نظامنا الغذائي لتحقيق توازن أفضل في الجسم.