أهمية الوقت الفردي مع الأطفال

قد يعتقد البعض أن احتياجات الطفل تقتصر فقط على الطعام واللعب والنوم، لكن الواقع يتجاوز ذلك بكثير. فالقلب الصغير للطفل يحتاج إلى اهتمام خاص، وينمو بالحب الصادق الذي يحيط به. الأطفال يزدهرون عندما يشعرون بأن هناك من يهتم بهم ويراعي مشاعرهم، حتى في زحمة الحياة. ليس الأمر مجرد تلبية لاحتياجاتهم، بل هو تواجد حقيقي يبعث فيهم شعور الأمان والراحة.
الوقت الذي تقضيه مع طفلك ليس مجرد ترف في جدول مزدحم، بل هو استثمار طويل الأمد في تشكيل شخصيته وتطوير ثقته بنفسه. فكل لحظة تقضيها معه تعزز من شعوره بأنه مهم وذو قيمة في حياة من يحبهم.
هذا هو الاتصال العميق الذي تحتاجه علاقتك بطفلك، حيث تهمس له: "أنا أراك... وأنت مهم بالنسبة لي".
بهار مترجم الحلقة 44
علامات تدل على حاجة طفلك إليك

إذا لاحظت هذه العلامات، فقد يكون طفلك بحاجة ماسة لتواجدك حوله واهتمامك به:
1. بطء غريب في الصباح
إذا بدأ طفلك يومه ببطء أو نقص في الحماس، فقد يكون ذلك أكثر من مجرد كسل. في كثير من الأحيان، تعكس هذه الحالة رغبة قوية في قضاء لحظات هادئة معك قبل أن ينطلق في يوم مليء بالتحديات. خمس أو عشر دقائق من الحديث الودي أو العناق قد تحدث فرقًا كبيرًا في بدء يومه.
2. قبل حدث مهم أو غير مألوف
عندما يشعر الطفل بالتوتر قبل مناسبة معينة مثل رحلة مدرسية أو زيارة مفاجئة، يحتاج في هذه اللحظة إلى الإحساس بالأمان معك. ليس من الضروري أن تكون هذه اللحظة طويلة، بل يكفي أن تنظري في عينيه وتطمئنيه بأنك هنا من أجله.
3. لحظة العودة إلى المنزل
لحظة وصول طفلك من المدرسة أو النشاطات هي كنز ثمين لا يُقدّر بثمن. كثير من الأمهات يلاحظن أن أطفالهن يتحدثون أكثر خلال هذه الدقائق الأولى. استقبلي طفلك بابتسامة، اجلسي معه أثناء تناول وجبة خفيفة، وطرحي عليه أسئلة مفتوحة دون مقاطعة أو تصحيح.
4. عند أداء الواجبات المنزلية
قد يرفض الطفل أداء واجباته أو يظهر تذمرًا متكررًا، لكن مشكلته قد لا تكمن في صعوبة المهمة بحد ذاتها، بل في شعوره بالوحدة. اجلسي بالقرب منه، حتى لو كنت مشغولة بشيء آخر. وجودك بجانبه، حتى بصمت، يمنحه شعورًا بالدعم.
5. عند تكرار السلوكيات السلبية
عندما يبدأ الطفل في إثارة المشاكل أو يظهر عنادًا غير معتاد، تجنبي التعجل في العقاب. فغالبًا ما يكون هذا التصرف إشارة خفية تدل على أنه يحتاج إليك. بدلاً من الانفعال، خذي الطفل جانبًا وخصصي له عشر دقائق من اهتمامك الكامل… ستتفاجئين بالتغييرات التي ستطرأ.
الوقت الفردي مع الطفل لا يتطلب تخطيطًا معقدًا أو مغامرات كبيرة. يكفي أن يشعر أنك تنصتين إليه، تنادينه باسمه، وتنظرين في عينيه دون أن تشغلك شاشات أو هواتف. هذه اللحظات البسيطة هي التي تُبنى بها جسور الثقة والذكريات الجميلة. قد لا يتذكر الطفل ماذا قلت له، لكنه سيتذكر دومًا كيف جعله وجودك يشعر.