-

أهمية الأدب في الجامعة المغربية

أهمية الأدب في الجامعة المغربية
(اخر تعديل 2025-04-15 15:11:39 )
بواسطة

في إطار الجهود المستمرة لإبراز دور الأدب في تنمية الفكر والثقافة، ناقش مجموعة من الأكاديميين والمبدعين أهمية إعادة الاعتبار لدراسة الأدب في الجامعات المغربية. وقد أشاروا إلى ضرورة أن تتكيف المؤسسات الأكاديمية مع التحديات الجديدة التي تطرحها الرقمنة، دون أن تفقد جوهر المعرفة الإنسانية التي تشكل أساس التعليم العالي.

احتفالية "عيد الأدب بتطوان"

جاءت هذه المناقشة خلال ندوة علمية تم تنظيمها ضمن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من "عيد الكتاب بتطوان"، التي تحمل عنوان "الجامعة وسؤال الأدب". وقد شهدت الندوة حضورًا متميزًا من الطلاب والمثقفين والأساتذة وجميع المهتمين بمجال الأدب والثقافة.

مشاركة بارزة من قامات أكاديمية

شهدت الندوة مشاركة عدد من الشخصيات الأكاديمية البارزة، من بينهم الدكتور الطيب الوزاني الشاهدي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، والدكتور أحمد هاشم الريسوني، والشاعر الدكتور محمد العناز، والدكتورة سعاد مسكين، التي تعمل أستاذة في النظرية الأدبية والثقافة الرقمية.
محمد الفاتح مترجم الحلقة 26

الوزاني: الأدب ضرورة للتنمية في عصر الرقمنة

في كلمته، أكد الدكتور الطيب الوزاني الشاهدي على أن الأدب يمثل مساحة للإبداع والتخييل، ولكنه في نفس الوقت يواجه تحديات كبيرة في ظل التسارع التكنولوجي. وأثار تساؤلات مهمة حول قدرة الجامعة على تقديم قيمة مضافة للطلاب في هذا العصر الذي باتت فيه المهارات الحديثة تتصدر المشهد. ودعا إلى التفكير مجددًا في مكانة الأدب داخل الحرم الجامعي، محذرًا من مغبة تراجع دوره.

الريسوني: اللغة والأدب وعلاقتهما بالهوية

من جهته، أعرب الدكتور أحمد هاشم الريسوني، عن تقديره للجهات المنظمة لتكريمها اسم الراحل مالك بنونة، الذي يمثل رمزًا ثقافيًا لمدينة تطوان. وأكد أن العلاقة بين الجامعة والأدب ليست فقط معقدة بل أيضًا ضرورية، مشيرًا إلى أهمية اللغة كعنصر أساسي في الأدب، الذي بدوره يعزز الهوية القومية. وشدد على مسؤولية الجامعة في بناء وعي نقدي لدى الطلبة من خلال فهم النصوص في سياقاتها الاجتماعية والثقافية.

مسكين: الرقمنة كوسيلة لإحياء الذائقة الأدبية

أما الدكتورة سعاد مسكين، فقد طرحت أسئلة جدلية حول كيفية تدريس الأدب وأهميته، في ظل الثورة الرقمية. وأشارت إلى أن التخصصات التقليدية قد تقتل روح المعرفة، داعيةً إلى استغلال التكنولوجيا الحديثة كوسيلة لإحياء الذائقة الأدبية لدى الطلاب. وأكدت على أهمية القراءة والكتابة كوجهين لعملة واحدة، مشددة على ضرورة العودة إلى الأدب كنافذة للمعرفة في ظل التحولات العالمية.

العناز: الأدب والجامعة كركيزتين للوجدان الوطني

اختتم الندوة الدكتور محمد العناز بكلمة عميقة حول دور تطوان كحاضنة للفن والجمال، وأهمية الجامعة المغربية في تشكيل إنسان ينفتح على التنوع. وأكد على ضرورة عدم اختزال الأدب في الفصول الدراسية بل يجب أن يكون أداة لبناء الهوية الوطنية وذاكرة جماعية. كما استحضر تجربة الأديب محمد أنقار الذي نجح في نقل روح تطوان من خلال كتاباته، مضيفًا أن دراسة الأدب ليست مجرد عملية تعليمية بل هي مسؤولية ثقافية لحماية ذاكرة المغرب.

وفي ختام الندوة، وجه العناز تحيته لكافة الأدباء والمبدعين في تطوان، داعيًا إلى تعزيز الضيافة الثقافية واحتضان الأدب كوسيلة لإنتاج المعنى والتفكير الإيجابي.