العلاقة بين شاشات الأطفال والتوحد
أثارت دراسة حديثة من أستراليا اهتمامًا واسعًا في وسائل الإعلام، حيث أكدت على وجود ارتباط محتمل بين المدة التي يقضيها الأطفال أمام شاشات الأجهزة اللوحية والتلفزيون في سن مبكرة وزيادة خطر الإصابة بمرض التوحد. هذه النتائج أثارت العديد من التساؤلات حول تأثير التكنولوجيا على الأطفال في مراحل نموهم المبكرة.
ما الذي كشفته الدراسة؟
تم نشر هذه الدراسة في مجلة "JAMA Pediatrics"، حيث أظهر الباحثون أن الأطفال الذين يقضون أكثر من 14 ساعة أسبوعيًا أمام الشاشات يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بالتوحد مقارنة بأقرانهم الذين يقضون أقل من ذلك. وقد شارك في الدراسة أكثر من 5000 طفل على مدى 10 سنوات، حيث تم استقصاء أراء آبائهم حول مدة تعرض أطفالهم للشاشات عند بلوغهم سن الثانية. وبعد مرور العقد، تم تشخيص 145 طفلاً من العينة بمرض التوحد.
شراب التوت الحلقة 75
لماذا تثير هذه النتائج القلق؟
أدت هذه النتائج إلى دعوات من قبل الخبراء لإعادة النظر في عادات مشاهدة الأطفال للشاشات في مراحلهم المبكرة. وقد أوصت وكالات صحية في بلدان مثل السويد والدنمارك بفرض قيود صارمة على استخدام الأجهزة اللوحية والتلفزيون من قبل الأطفال الصغار، كما ورد في تقارير صحيفة الديلي ميل.
هل تثبت الدراسة أن الشاشات تسبب التوحد؟
على الرغم من أن النتائج تبدو مثيرة للقلق، من المهم التأكيد على أن هذه الدراسة، مثل العديد من الدراسات الأخرى، تظهر وجود علاقة بين متغيرين، وليس بالضرورة وجود علاقة سببية. بمعنى آخر، لا يمكننا الجزم بأن مشاهدة الشاشات هي السبب المباشر للإصابة بالتوحد، خاصة أن الدراسة كانت رصدية.
في الختام، لا يمكننا إنكار دور التكنولوجيا في حياتنا اليومية وفوائدها العديدة. ومع ذلك، يجب علينا أن ندرك، وفقًا للدراسات الحديثة، أن الإفراط في استخدام الشاشات قد يكون له آثار سلبية على نمو الأطفال. لذا، من الضروري أن نجد التوازن المناسب بين الاستفادة من التكنولوجيا وتوفير بيئة غنية بالأنشطة الحقيقية والتفاعلات الاجتماعية التي تسهم في نمو الطفل السليم.