-

مخاطر السرطان على الشباب وتأثيراته

مخاطر السرطان على الشباب وتأثيراته
(اخر تعديل 2025-09-18 07:35:33 )
بواسطة

في عام 2022، تم تشخيص إصابة حوالي 1.3 مليون شخص حول العالم بالسرطان، وذلك ضمن الفئة العمرية التي تتراوح بين 15 و39 عاماً. وقد جاءت هذه الأرقام من تقرير حديث صادر عن الوكالة الدولية لبحوث السرطان، مما يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها الشباب في هذه المرحلة العمرية.

تشير الإحصائيات إلى أن السرطانات الأكثر شيوعًا بين الشباب تشمل سرطان الثدي، سرطان الغدة الدرقية، سرطانات الدم مثل اللوكيميا واللمفومة، بالإضافة إلى سرطان عنق الرحم وسرطان الخصية وسرطان المبيض وسرطان القولون والمستقيم. هذه الأنواع من السرطان تمثل تحديًا كبيرًا على الصعيدين الطبي والنفسي.

تطورات علاجية واعدة للشباب

 السرطان قبل الأربعين

تؤكد الدكتورة أليسون روزنثال، وهي اختصاصية في أمراض الدم والأورام، أن العديد من أنواع السرطان التي تصيب الشباب أصبحت قابلة للعلاج بشكل ملحوظ، بل يمكن الشفاء منها في كثير من الحالات، ويرجع ذلك بفضل التطورات الحديثة في مجال علاج السرطان.

تعمل الدكتورة روزنثال ضمن فريق طبي متكامل يركز على تقديم الدعم للمراهقين والشباب في تلقي العلاج المناسب. يتضمن هذا البرنامج مجموعة من اختصاصيي السرطان، والأخصائيين الاجتماعيين، وعلماء النفس الصحي، والمستشارين الماليين والمهنيين، مما يضمن رعاية شاملة.

فئة عمرية حساسة واحتياجات خاصة

تحتاج هذه الفئة العمرية من مرضى السرطان إلى دعم كبير بعد تلقي العلاج. فرغم أن الهدف الأساسي هو السيطرة على المرض أو علاجه، إلا أن انتهاء العلاج لا يعني بالضرورة انتهاء التجربة مع السرطان. إذ يواجه العديد من الشباب تحديات مستمرة تتعلق بالنجاة من المرض.

تتجاوز آثار المرض المعاناة الجسدية لتشمل التأثيرات العاطفية والنفسية التي قد ترافقهم خلال محاولاتهم للعودة إلى حياتهم الطبيعية. إن الفترة العمرية بين 15 و39 عامًا هي مرحلة انتقالية حاسمة، حيث تتغير أنماط الرعاية من الأطفال إلى الكبار، مما يجعل التعامل مع السرطان أكثر تعقيدًا.

لذا، يركز الفريق الطبي على تقديم رعاية شاملة تأخذ في الاعتبار احتياجات المرضى الفردية، من خلال الاستماع إليهم وتحديد أولوياتهم خلال العلاج وما بعده.

أبرز الاهتمامات للشباب خلال العلاج وما بعده

مرضى السرطان

غالبًا ما يركز الشباب في مرحلة المراهقة المتأخرة والعشرينات والثلاثينيات على ثلاثة محاور رئيسية خلال وبعد العلاج:
بارينيتي الحلقة 85

1. السلوكيات الصحية وممارسة الرياضة: على الرغم من وجود إرشادات واضحة، إلا أن الشباب قد يجدون صعوبة في الالتزام بنمط حياة صحي.

2. التواصل مع أقران مصابين بالسرطان: يوفر هذا الدعم الاجتماعي شعورًا بالأمان والطمأنينة، ويظهر لهم أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة المرض.

3. الصحة الجنسية والعلاقات: يعد هذا الموضوع من أكثر المواضيع حساسية، خاصةً بسبب تأثير السرطان والعلاج على الخصوبة والصحة الجنسية.

علاوة على ذلك، فإن تقديم الرعاية التلطيفية للمرضى في مراحل متقدمة من السرطان يساعد على تحسين جودة حياتهم وزيادة فترة النجاة، وهو جزء أساسي من رحلة العلاج الطويلة.

العناية الشاملة وضمان جودة الحياة

تشير الدراسات إلى أن معظم المرضى الشباب الذين يحصلون على رعاية متكاملة في مجال السرطان يتمتعون بفترات نجاة أطول. ومع ذلك، فإن الآثار الجانبية طويلة الأمد للعلاج ونوعية الحياة بعد الشفاء تتطلب اهتمامًا خاصًا لضمان صحة مستدامة والحفاظ على جودة الحياة.

لذا، تبرز أهمية التركيز على الصحة الجسدية والنفسية للشباب المصابين بالسرطان، ودعمهم خلال وبعد العلاج لضمان أفضل نتائج ممكنة على المدى الطويل.