معزوفة اليوم السابع: رواية جلال برجس

تدور أحداث رواية "معزوفة اليوم السابع" للكاتب الأردني المبدع جلال برجس حول مدينة خيالية مكونة من سبعة أحياء، حيث تنتشر في جنوبها منطقة مخيم كبير يعيش فيه غجر تم طردهم من المدينة. في يوم غير عادي، تواجه هذه المدينة أزمة وجودية تهدد كيانها، حيث تتعرض لوباء غريب ونادر، يتسبب في إصابة المصابين بشغف غير طبيعي نحو الموت، مما يضع المدينة على حافة الفناء، ويتعذر الخلاص إلا من مصدر غير متوقع.

تعميق الفكرة الإنسانية في رواية "معزوفة اليوم السابع"

تتكون رواية "معزوفة اليوم السابع" من 318 صفحة، حيث يقدم الكاتب رؤى استشرافية تتعلق بالواقع الإنساني، مشددًا على أهمية الهوية والمرجعية الإنسانية، وهذا ما يظهر جليًا في شخصيات الرواية التي تم توظيفها بمهارة لتعميق الفكرة الإنسانية.

يساهم برجس في هذه الرواية في توجيه القارئ نحو آفاق جديدة في عالم الرواية المعاصرة وما بعد الحداثة، مستخدمًا الخيال والفانتازيا بشكل إبداعي يفسر الواقع دون أن يثير الإرباك والغموض.
حب بلا حدود مترجم الحلقة 51

تعتبر "معزوفة اليوم السابع" عملًا أدبيًا عميقًا فكريًا وفنيًا، يطرح العديد من الأسئلة الوجودية بطريقة خيالية مبتكرة، حيث تحمل الرواية رسائل عميقة ومضمونًا فلسفيًا يتأصل في أعماق النص.

تجربة القارئ في عالم الرواية

تبدأ الرواية بلحظة استفاقة في السابعة مساءً، حيث الغرفة مظلمة، والريح تعصف بالشجرة التي تلامس أغصانها النافذة. الجو بارد ومليء بالوحدة، مما يثير شعورًا بالوحشة. يستمر الزمن في الرواية ليعكس اتساع المعاناة الإنسانية، حيث تتشابك الأحداث مع الآلام، الحروب، والأوبئة.

تسجل الرواية بداية في زمن غير محدد، حيث تضيق قرية بأحد رجالها نتيجة للبغضاء والحسد، مما يعكس تحول العلاقات الإنسانية من المحبة إلى الصراع. يتلاشى الشعور بالزمن مع الاستمرار في قراءة الرواية، حيث يمتزج الماضي بالحاضر المثقل بالأزمات، مع مستقبل غامض يطرح تساؤلات عميقة يبحث الروائي عن إجابات لها.

سيرة جلال برجس الروائية.. إبداع من روح

جلال برجس هو صوت روائي عربي بارز، حقق وجودًا ملحوظًا في الأدب العربي عبر مسيرته الغنية. بدأ رحلته الأدبية بروايته "مقصلة الحالم" عام 2013، ثم انتقل إلى أعمال أخرى مثل "أفاعي النار" التي نالت جائزة كتارا للرواية العربية عام 2015، و"سيدات الحواس الخمس" التي وصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر 2019، بالإضافة إلى "دفاتر الورّاق" التي فازت بجائزة البوكر عام 2021، وأخيرًا "نشيج الدودوك" عام 2024، والتي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب.