-

فضاء القصة القصيرة والقصيرة جدًا

فضاء القصة القصيرة والقصيرة جدًا
(اخر تعديل 2025-10-05 22:11:26 )
بواسطة

صدر مؤخرًا في العاصمة الأردنية عمّان كتاب نقدي جديد يحمل عنوان "فضاء القصة القصيرة والقصيرة جدًا"، من تأليف الروائي والناقد البارز الدكتور محمد عبد الله القواسمة. يتألف الكتاب من 172 صفحة، ويأتي بحجم مناسب للقراءة السلسة.
السعادة العائلية الحلقة 9

يتضمن هذا العمل دراسات وقراءات نقدية عميقة تتناول فضاءات القصة القصيرة والقصيرة جدًا، مستعرضًا إبداعات عدد من الكتّاب والمبدعين من مختلف أرجاء العالم العربي. وقد تم تقسيم الكتاب إلى أربعة فضاءات رئيسية، كل منها يستعرض تجارب أدبية متنوعة تجمع بين الأدب العربي والعالمي.

فضاء القصة القصيرة

فضاء القصة القصيرة والقصيرة جدًا

يحتوي هذا الفصل على قراءات نقدية لعدد من المجموعات القصصية البارزة، مثل "عصافير المساء تأتي سرًا" لمحمد عارف مشة، و"قهوة رديئة" لجمعة شنب، و"أنفاس مكتومة" لزياد أبو لبن. كما يتناول أيضًا "الدرجات" لجميلة عمايرة، و"الوديعة" لمحمود الريماوي، و"ذو القرنين" لقاسم توفيق. وقد قام القواسمة بتحليل هذه الأعمال من خلال رؤية نقدية تربط بين جمالية النص ومضامينه الإنسانية والاجتماعية.

فضاء القصة القصيرة والقصيرة جدًا

في هذا الفضاء، يستعرض الدكتور القواسمة حركة السرد في مجموعة "يدفنون النهر" للكاتبة نهلة الجمزاوي، كما يتناول القلق الأنثوي في النصوص من خلال مجموعة "مزيدًا من الوحشة" لبسمة النسور. ويقدم قراءة تأملية في مجموعة "لم يعد لي إلاّ أنا" لمحاسن الحمصي، مما يبرز خصوصية صوت المرأة في عالم القصة القصيرة العربية.

فضاء القصة القصيرة المترجمة

هذا القسم من الكتاب مخصص لقراءات نقدية في قصص عالمية، أبرزها "قناع الموت الأحمر" للكاتب الأمريكي إدجار ألن بو، إلى جانب مجموعة القصص التي ترجمتها نسرين أبو زيد تحت عنوان "الحوريّة". هنا، يبرز القواسمة أهمية الترجمة كوسيلة تواصل بين الثقافات، ودورها في إثراء المشهد القصصي العربي.

فضاء القصة القصيرة جدًا

في هذا الجزء، يقدم القواسمة دراسة موسعة بعنوان "أثر التكنولوجيا في القصة القصيرة جدًا"، كما يستعرض عشر قصص قصيرة جدًا للكاتب محمد مشة، بالإضافة إلى مجموعة "كل شيء للبيع" لصبحي فحماوي. وهنا يوضح كيف يمكن أن تسهم التقنيات الحديثة في إعادة تشكيل هذا النوع الأدبي المكثف.

رؤية المؤلف النقدية

في مقدمة الكتاب، يوضح القواسمة أن اختياراته للنصوص والمجموعات لم تكن مبنية على معايير القيمة الأدبية أو العلاقات الشخصية، بل جاءت نتيجة لدوافع نفسية وثقافية واجتماعية معاصرة. ويؤكد أن النقد بالنسبة له هو عملية فكرية إبداعية تركز على النص نفسه، ولا تستند إلى ما يحيط به إلا في حدود ما يتطلبه سياق العمل.

مؤلفات القواسمة وإسهاماته الأدبية

يعتبر هذا الكتاب امتدادًا لمسيرة الدكتور القواسمة الغنية في مجال النقد والإبداع القصصي، حيث أصدر العديد من المجموعات القصصية مثل: "التوقيع" (1994)، و"خطوات" (2003)، و"القيثارة" (2024). وفي مجال النقد، لديه أعمال مثل "جماليات القصة القصيرة" (2005) بالإضافة إلى عدة كتب تناولت مجالات الرواية والقصة والشعر والمسرح.

يحمل الدكتور القواسمة درجة الدكتوراه في النقد الروائي، وهو عضو فعال في رابطة الكتّاب الأردنيين واتحاد الكتّاب العرب، كما أنه عضو مؤسس في جمعية النقاد الأردنيين وله عمود أسبوعي في جريدة الدستور الأردنية. لقد أغنى المكتبة العربية بسلسلة من الإصدارات المتنوعة، منها "الكنزة الخضراء" (1971)، و"عبد الله بن الزبير في بيروت" (1986)، و"شارع الثلاثين" (1994)، و"الغياب" (1999) وغيرها.

مع هذا الإصدار الجديد، يواصل الدكتور محمد عبد الله القواسمة جهوده لتعميق التجربة النقدية العربية، مؤكدًا على مكانته كأحد الأصوات المتميزة التي تربط بين الإبداع والبحث الجمالي في مجالات القصة القصيرة والقصيرة جدًا.