-

قصة كنز الفايكنغ المفقود وسقوط الأصدقاء

قصة كنز الفايكنغ المفقود وسقوط الأصدقاء
(اخر تعديل 2025-03-20 22:11:32 )
بواسطة

في أحداث مثيرة ومليئة بالتقلبات غير المتوقعة، تحوّل صديقان بريطانيان من كاشفي معادن إلى سجينين بعد أن أُدينوا بسرقة أحد أكبر الكنوز التي تم اكتشافها في تاريخ الجزر البريطانية، والتي تقدر قيمتها بحوالي 3 ملايين جنيه إسترليني.

كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تعود أحداث هذه القصة إلى العصور الوسطى، حيث يُعتقد أن الكنز دُفن على يد شخص مجهول، يُعتقد أنه أحد جنود الفايكنغ الذين انسحبوا من بريطانيا في تلك الفترة.

الكنز المفقود: من الأرض إلى السجن

كنز الفايكنغ

بدأت القصة في يونيو/حزيران 2015 عندما اكتشف جورج باول، من مدينة نيوبورت الويلزية، وصديقه لايتون ديفيز، من بونتيبريد المجاورة، كنزًا ضخمًا في حقل بمقاطعة هيريفوردشاير. في البداية، كانا يعتقدان أن هذا الاكتشاف سيغير حياتهما إلى الأبد، ولكن ما كان في انتظارهما كان مختلفًا تمامًا.

فلم يكن لديهما إذن من مالك الأرض للتنقيب، كما أنهما لم يبلغا السلطات عن اكتشافهما كما يقتضي القانون، مما أدى إلى سلسلة من الأحداث غير المتوقعة.

السرية والإنترنت تكشفان الجريمة

على الرغم من أن الثنائي حذفا الصور التي نشراها على موقع متخصص في الكشف عن الكنوز، إلا أن برامج الشرطة الإلكترونية كانت تراقب كل حركة. بعد نشر الصور، بدأ التاجر بول ويلز، المتخصص في العملات القديمة، في التعرف على العملات التي عثر عليها باول وديفيز، وأشار إلى أنها قد تكون من العصور الوسطى، مما أثار شكوكًا حول مصدرها.

ورغم تحذيرات التجار، لم يُسلم الثنائي الكنوز للسلطات، مما دفع الشرطة للقيام بالتحقيقات اللازمة.
عمتي نوير الحلقة 22

الإخفاء والتهرب: رحلة نحو السجون

في عام 2019، أُدين باول وديفيز بالسرقة و"إخفاء ما عثروا عليه"، وحُكم عليهما بالسجن. وقد خُفِّضت عقوبة باول من عشر سنوات إلى ست سنوات ونصف بعد الاستئناف، بينما سُجن ديفيز لثماني سنوات ونصف قبل أن تُخفَّض إلى خمس سنوات.

كما أُدين التاجر بول ويلز بتهمة "إخفاء ما عثر عليه" وحُكم عليه بالسجن لمدة 12 شهرًا مع وقف التنفيذ. ولكن التحقيقات كشفت أن الثنائي كان قد أخفى ما يصل إلى 270 قطعة نقدية ومجوهرات.

الهروب والمتابعة القانونية

التحقيقات القانونية

على الرغم من قضائهما لعقوبتيهما، فُرِضَت غرامة على باول وديفيز لدفع مبلغ 600 ألف جنيه إسترليني كتعويض عن الممتلكات المفقودة. وفي سبتمبر/أيلول 2024، حُكِمَ على ديفيز بالسجن خمس سنوات وثلاثة أشهر إضافية بعد فشله في سداد المبلغ.

أما باول، فقد فر من السجن بعد القبض عليه، إلا أنه هرب مجددًا قبل محاكمته في يناير/كانون الثاني 2025، ولا يزال هاربًا حتى الآن.

قصة تحذير عن أهمية الالتزام بالقوانين

تمثل قصة باول وديفيز تحذيرًا لكل من يظن أن القوانين يمكن التلاعب بها من أجل الحصول على ثروة سريعة. وعلى الرغم من أن اكتشاف الكنوز قد يبدو مغريًا، فإن عدم الالتزام بالقوانين قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، تبدأ بالتحقيقات وتنتهي بالسجون والهروب المستمر.