-

اللعب العلاجي: وسيلة لتجاوز الأزمات النفسية

اللعب العلاجي: وسيلة لتجاوز الأزمات النفسية
(اخر تعديل 2025-06-14 09:19:23 )
بواسطة

في مرحلة عمرية يفتقر فيها الأطفال إلى القدرة على التعبير عن مشاعرهم بالكلمات، يُعتبر اللعب العلاجي أداة فعّالة لمساعدتهم في تجاوز الأزمات النفسية والمشاعر المعقدة. فالأطفال، في كثير من الأحيان، لا يستطيعون الجلوس في جلسات علاج كلامي ومناقشة مخاوفهم، لكنهم يمتلكون القدرة على التعبير عن مشاعرهم من خلال اللعب، سواء عبر الدمى، أو الرسومات، أو القصص، أو المجسمات.

هذا النوع من العلاج النفسي، المعروف بـ"اللعب العلاجي"، يشكّل وسيلة مُثلى لدعم الأطفال الذين يواجهون مشاعر القلق، الحزن، تدني احترام الذات، صعوبات التكيّف الاجتماعي، أو حتى آثار الصدمات والتغيرات الكبيرة في حياتهم. ومن المثير للاهتمام أن الأخصائيين يشيرون إلى أن اللعب العلاجي قد يكون أكثر ملاءمة وتأثيراً في معالجة مشكلات الأطفال النفسية مقارنة بالعلاج الكلامي التقليدي.

ما هو اللعب العلاجي؟

لعب علاجي

تشرح المعالجة الأسرية إيزابيل بالمر من مركز Aspiring Families للصحة النفسية أن "اللعب هو لغة الطفل، والألعاب هي كلماته". مما يعني أن الطفل يستخدم اللعب كوسيلة رمزية للتعبير عن مشاعره الداخلية ومواجهة التجارب الصعبة التي قد لا يستطيع نقلها بالكلمات.

تحت إشراف معالج متخصص، تُوجّه جلسات اللعب بما يتماشى مع أهداف علاجية محددة، مثل تعزيز التنظيم العاطفي، أو تخفيف القلق، أو معالجة آثار الفقدان أو التغييرات المفاجئة في الحياة.

الفرق بين اللعب في المنزل واللعب العلاجي

بينما يعتبر اللعب الحر في المنزل مهماً لتقوية الروابط العاطفية وتحفيز الإبداع، يتميز اللعب العلاجي بأنه نشاط منظم ذو أهداف واضحة، يخضع لإشراف معالج محترف يقوم بملاحظة سلوك الطفل والتفاعل معه بطرق علاجية، مما يساعده على التعبير عن ألمه النفسي، وبناء مرونته العاطفية، وتحسين سلوكياته وثقته بنفسه.

فوائد اللعب العلاجي للطفل

تشير الدراسات والتجارب السريرية إلى أن اللعب العلاجي يمكن أن:
دين الروح الحلقة 23

  • يساعد الطفل على التعبير عن مشاعره بطرق غير لفظية.
  • يعزز القدرة على اتخاذ القرار وحل المشكلات.
  • يطوّر المهارات الاجتماعية وفهم مشاعر الآخرين.
  • يخفف من حدة القلق ونوبات الغضب والمشاكل السلوكية.
  • يعزز احترام الذات والشعور بالثقة.

كما يتيح للطفل إعادة تمثيل المواقف المؤلمة بصورة رمزية، مما يمنحه إحساساً بالسيطرة والأمان، ويساعده على التكيف مع الواقع الجديد تدريجياً.

من يُناسبه اللعب العلاجي؟

يُستخدم اللعب العلاجي مع الأطفال الذين يعانون من:

  • القلق أو الاكتئاب.
  • فقدان أحد الوالدين أو الانفصال الأسري.
  • الصدمات أو تغييرات الحياة الكبيرة.
  • صعوبات في التفاعل الاجتماعي أو التواصل.
  • اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
  • التوحد أو اضطرابات المعالجة الحسية.
  • ضعف احترام الذات أو نوبات الغضب المتكررة.

دور الأهل في نجاح العلاج

يلعب الأهل دوراً محورياً في دعم رحلة العلاج. يتعاون المعالج مع الوالدين من خلال جلسات متابعة، ونصائح تطبيقية في المنزل، وأحياناً من خلال إشراكهم في الجلسات بشكل غير مباشر. هذا التعاون يعزز فعالية العلاج ويمتد أثره خارج نطاق غرفة اللعب.

اللعب العلاجي ليس مجرد تسلية، بل هو أسلوب علاجي مدروس، يتيح للأطفال فرصة لفهم ذواتهم، والتعامل مع تحدياتهم النفسية بطريقة تناسب أعمارهم. إذا لاحظتِ تغيرات سلوكية أو نفسية على طفلك، فقد يكون الوقت مناسباً للتفكير في عرض حالته على أخصائي في اللعب العلاجي، لمنحه فرصة للتعافي والنمو في بيئة آمنة وداعمة.