-

رحلة تيم فريدي: من سم الأفاعي إلى إنقاذ الأرواح

رحلة تيم فريدي: من سم الأفاعي إلى إنقاذ الأرواح
(اخر تعديل 2025-05-03 21:35:26 )
بواسطة

في تجربة فريدة من نوعها استمرت لمدة عشرين عامًا، قام رجل أمريكي يدعى تيم فريدي بخطوة جريئة تمثلت في حقن نفسه بجرعات صغيرة من سموم الأفاعي. كان هدفه الرئيسي هو بناء مناعة ذاتية ضد هذه السموم القاتلة، ولكنه لم يكن يتوقع أن هذه المبادرة ستفتح أمامه آفاقًا علمية جديدة قد تساهم في إنقاذ حياة آلاف الأفراد حول العالم.

مضاد لا مثيل له... نتائج مذهلة في تجارب الحيوانات

وفقًا لتقرير نشرته "بي بي سي"، توصل العلماء إلى اكتشاف مذهل: دم تيم فريدي يحتوي على أجسام مضادة قادرة على مقاومة سموم فتاكة تخص مجموعة متنوعة من الأفاعي. وقد أجريت تجارب ناجحة على الفئران، حيث أظهرت النتائج أن هذه الأجسام المضادة توفر حماية غير مسبوقة ضد 13 نوعًا من أصل 19 نوعًا من الأفاعي شديدة السمية، بالإضافة إلى حماية جزئية ضد الأنواع المتبقية.

من مهمة شخصية إلى إنجاز عالمي

لقد بدأت تجربة فريدي بدافع شخصي لحماية نفسه أثناء عمله مع الأفاعي، ولكنها تطورت بمرور الوقت إلى مهمة إنسانية نبيلة. حيث قال: "أفعل ذلك من أجل الأشخاص الذين يبتعدون عني آلاف الأميال، ولا ينبغي لهم أن يموتوا بسبب لدغات الأفاعي." على مدار هذه الرحلة، تحمل فريدي أكثر من 200 لدغة أفعى و700 حقنة من سموم أفاعٍ خطيرة مثل الكوبرا والمامبا والتايبان والكرايت.

تحول علمي... من جسم إنسان إلى تكنولوجيا دوائية

التقى فريدي بالباحث جاكوب غلانفيل، الرئيس التنفيذي لشركة "سينتيفاكس" للتكنولوجيا الحيوية، الذي أدرك بسرعة أهمية الأجسام المضادة الموجودة في دم فريدي وطلب منه المساهمة بعينات دم لدراستها. وقد ركز البحث بشكل خاص على سموم فصيلة العرابيد، مثل الكوبرا والمامبا، وهي أفاعٍ تعتمد على السموم العصبية التي تتسبب في الشلل والموت.

نجح الفريق في تطوير مزيج دوائي مكون من ثلاثة أجسام مضادة، كل منها مخصص لاستهداف نوع مختلف من السموم العصبية، مما يمنح الأمل في علاج فعال ضد هذه السموم القاتلة.
إذا خسر الملك الحلقة 5

طموح علمي.. حقنة واحدة ضد سموم متعددة

يستند العلاج التقليدي إلى المطابقة الدقيقة بين مضاد السم ونوع الأفعى، وهو أمر يتسم بالتعقيد نظرًا لتنوع السموم حسب الأنواع والمناطق الجغرافية. ومع ذلك، يطمح الباحثون اليوم إلى تطوير مضاد شامل قادر على تغطية جميع أنواع السموم، أو على الأقل توفير حقنة موحدة تعالج اللدغات من عائلات الأفاعي الرئيسية.

خطوات نحو المستقبل.. والطريق لا يزال طويلاً

على الرغم من النتائج الواعدة، يؤكد العلماء أن هذه الأجسام المضادة تحتاج إلى اختبارات موسعة قبل أن يتم استخدامها على البشر. ومع ذلك، تعتبر فعاليتها الحالية "دليلًا قويًا" على إمكانية الوصول إلى حل عالمي، كما ذكر الدكتور نيك كاسيويل من مركز بحوث لدغات الأفاعي في كلية ليفربول للطب الاستوائي.

في نهاية تجربته، أعرب تيم فريدي عن شعوره بالفخر، وقال: "أشعر بأنني قدمت شيئًا جيدًا للإنسانية، وهذا شعور رائع." هذه الكلمات تعكس الأمل والدافع الإنساني الذي يحركه من أجل تحقيق إنجازات قد تغير مجرى الحياة للعديد من الأشخاص.