مرض السل: كل ما تحتاج معرفته
يُعتبر مرض السل واحداً من الأمراض المعدية الأكثر خطورة، حيث يُصيب الرئتين بشكل رئيسي، وينتقل بسهولة عبر الرذاذ الذي ينتشر في الهواء عند السعال أو العطس. على الرغم من أن معدلات الإصابة بهذا المرض قد تراجعت في العقود الماضية، إلا أن هناك زيادة ملحوظة في الحالات منذ منتصف الثمانينيات، ويعود ذلك إلى انتشار فيروس نقص المناعة البشرية الذي يُضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أقل قدرةً على محاربة الجراثيم.
أنواع السل
يُقسم الأطباء مرض السل إلى نوعين رئيسيين:
السل الكامن
يعيش هذا النوع من المرض في الجسم ولكنه غير نشط ولا يسبب أي أعراض، مما يجعله غير معدٍ. ومع ذلك، يجب أن يكون الشخص حذراً لأن السل الكامن قد يتحول إلى نشط في المستقبل، مما يجعل العلاج المبكر أمرًا بالغ الأهمية.
السل النشط
هذا النوع من السل يكون نشطاً، ويظهر أعراضاً واضحة، ويمكن أن ينتقل إلى الآخرين. يمكن أن تظهر هذه الأعراض بعد فترة من الإصابة، قد تمتد لأسابيع أو حتى سنوات.
أعراض السل
تكمن أبرز أعراض مرض السل النشط في:
- سعال مستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع
- سعال مصحوب بدم أو مخاط
- ألم في الصدر عند التنفس أو السعال
- فقدان الوزن غير المبرر
- الإرهاق العام والحمى والتعرق الليلي
- فقدان الشهية
يمكن أن ينتشر مرض السل أيضاً إلى أعضاء أخرى خارج الرئتين، مثل الكلى أو العمود الفقري أو الدماغ، مما يؤدي إلى ظهور أعراض خاصة بكل عضو. على سبيل المثال، إذا أصاب المرض العمود الفقري، قد يشعر الشخص بألم في الظهر، وإذا أصاب الكلى، قد يظهر دم في البول.
متى يجب زيارة الطبيب؟
من الضروري مراجعة الطبيب إذا ظهرت لديك أعراض مثل الحمى، فقدان الوزن المفاجئ، التعرق الليلي أو السعال المستمر، حيث قد تكون هذه علامات على الإصابة بالسل.
كما يُنصح بإجراء فحوصات للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسل الكامن، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، والمخالطين لمرضى السل، والأشخاص القادمين من بلدان تعاني من انتشار حالات السل.
أسباب العدوى وانتقال المرض
يُعد مرض السل معديًا، وينتقل من شخص لآخر عبر قطرات صغيرة محملة بالبكتيريا، والتي تُخرج عند السعال أو العطس أو حتى أثناء الحديث.
على الرغم من أن المرض معدٍ، إلا أن انتقاله لا يحدث بسهولة كما قد يُعتقد؛ إذ يتطلب الأمر تواصلًا طويل الأمد مع شخص مصاب. وعندما يبدأ الشخص المصاب بالعلاج المناسب، تنخفض قدرته على نقل العدوى بشكل ملحوظ.
السلة المتسخة الحلقة 40
السل المقاوم للأدوية
تُعد مقاومة بعض سلالات البكتيريا للعقاقير من التحديات الكبيرة في علاج السل. تظهر هذه المقاومة عندما لا يتم تناول المضادات الحيوية بالطريقة الصحيحة أو عند عدم إنهاء فترة العلاج المقررة.
تستمر بعض البكتيريا في البقاء على قيد الحياة رغم العلاج، مما يجعلها مقاومة للأدوية الأكثر استخدامًا مثل إيزونيازيد وريفامبين، بالإضافة إلى أدوية أقل شيوعًا مثل الفلوروكينولونات وبعض الأدوية القابلة للحقن.
الوقاية
لمنع انتشار مرض السل، يُنصح الأشخاص المصابون بالسل النشط باتباع بعض الخطوات لحماية الآخرين من حولهم:
البقاء في المنزل
يُفضل عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة، وتجنب النوم في غرفة مشتركة مع الآخرين خلال الأسابيع الأولى من العلاج.
تهوية الغرفة
تساعد التهوية الجيدة على تقليل تركيز الجراثيم في الهواء. لذا، يُنصح بفتح النوافذ واستخدام المراوح لتجديد الهواء الداخلي.
تغطية الفم
من الضروري استخدام مناديل لتغطية الفم عند السعال أو العطس، والتخلص منها بطريقة آمنة.
ارتداء كمامة
يُفضل ارتداء الكمامة أثناء التواجد مع الآخرين للحد من انتقال الجراثيم.
التطعيمات
في البلدان التي تنتشر فيها عدوى السل بشكل واسع، يُعطى الأطفال لقاح BCG، الذي يساعد في الوقاية من بعض أنواع السل. ومع ذلك، فإن هذا اللقاح ليس شائع الاستخدام في الولايات المتحدة، حيث لم يُظهر فعالية كبيرة بين البالغين.
توجد العديد من اللقاحات الأخرى للسل التي تُجرى عليها أبحاث واختبارات في مراحل مختلفة لتطوير بدائل فعّالة.