فهم السكري من النوع الخامس وتأثيراته

لطالما كان مرض السكري يُعرف من خلال نوعين رئيسيين: الأول الذي يؤثر على الجهاز المناعي ويهاجم خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، والثاني الذي يتصل بمقاومة الجسم للأنسولين. ومع تطور الأبحاث العلمية، بدأت تتضح صورة أكثر تعقيدًا للمرض، تظهر أنواع فرعية قد تغير فهمنا التقليدي لمرض السكري. من بين هذه المفاهيم الجديدة يبرز "السكري من النوع الخامس".
رغم أن "السكري من النوع الخامس" لم يتم اعتباره حالة معترف بها رسميًا حتى الآن، إلا أن الهدف من مناقشته هو التركيز على العناية بالسكري من النوع الثاني لتفادي مضاعفاته. فما هو هذا النوع الجديد، وكيف يرتبط بأمراض أخرى؟
ما هو السكري من النوع الخامس؟

"السكري من النوع الخامس" ليس فئة معترف بها بشكل رسمي، لكنه أصبح مصطلحًا يثير اهتمامًا كبيرًا في مجال الأبحاث الصحية. فهو يشير إلى تداخلات كبيرة بين مرض السكري من النوع الثاني ومرض الزهايمر. تشير التقارير إلى أن الاضطرابات الأيضية الناتجة عن السكري من النوع الثاني قد تكون مرتبطة بالتدهور العصبي الذي يعاني منه مرضى الزهايمر.
يقول الدكتور شيري سريفاستاف، الطبيب الاستشاري في مستشفى شاردا، إن الأبحاث الحديثة تشير إلى وجود تداخل في الآليات التي تسبب السكري من النوع الثاني والزهايمر، مما دفع بعض العلماء لوصف مرض الزهايمر بـ"السكري من النوع الثالث"، نظرًا لمقاومة الدماغ للأنسولين.
علاقة السكري من النوع الخامس بالأمراض الأخرى
تتجاوز التأثيرات السلبية الناتجة عن السكري من النوع الثاني تأثيره المباشر على مستويات السكر في الدم. يمكن أن يسهم هذا المرض في خلق بيئة مناسبة للإصابة بمشاكل صحية أخرى، مثل أمراض القلب والسمنة، بالإضافة إلى الأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر.
تشير الأبحاث إلى أن البيئة المسببة للالتهابات المزمنة الناتجة عن السكري من النوع الثاني قد تؤدي إلى تفاقم الأضرار في الأوعية الدموية والأعصاب والأعضاء الداخلية؛ مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض إضافية. لذلك، ورغم أن مفهوم "السكري من النوع الخامس" ليس قيد التشخيص الرسمي، فإن هناك ارتباطًا واضحًا بين هذا النوع من السكري والمضاعفات الصحية المزمنة الأخرى.
هل يجب أن يقلق المصابون بالسكري من النوع الثاني؟
على الرغم من عدم وجود فحص محدد أو معايير دقيقة لـ"السكري من النوع الخامس"، فإنه من الضروري للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني أن يكونوا على دراية بالعواقب الصحية المحتملة التي تربط بين الصحة الأيضية والأمراض المزمنة الأخرى. الهدف هنا ليس الخوف من "نوع" جديد من مرض السكري، بل إدراك الترابط بين أجهزة الجسم وتبعات ارتفاع السكر في الدم والالتهابات التي لا تتم السيطرة عليها بشكل جيد.
نصائح للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني
- الإدارة الفعّالة لمستويات سكر الدم: الحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم ضمن المعدلات المستهدفة يعد من أهم العوامل التي تحد من الآثار السلبية للسكري.
- اتباع نمط حياة صحي: من خلال تناول نظام غذائي متوازن وممارسة نشاط بدني منتظم، يمكن للأفراد تقليل مقاومة الأنسولين وتحسين صحتهم العامة.
- إدارة الحالات المصاحبة: مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، حيث أن علاج هذه الحالات يسهم في تقليل الضغط على الجسم.
- الفحوصات المنتظمة: متابعة الصحة العامة من خلال الفحوصات المنتظمة مع مقدمي الرعاية الصحية تساعد في الكشف المبكر عن أي مشكلات صحية قد تظهر.
يظل "السكري من النوع الخامس" مفهومًا جديدًا قد يساعد على فهم أعمق لمخاطر مرض السكري وتأثيراته في الجسم. من خلال الاهتمام المستمر بالصحة، يمكن تقليل خطر المضاعفات المرتبطة بالسكري من النوع الثاني، والحفاظ على حياة صحية خالية من المخاطر.
دين الروح الحلقة 17