دراسة اليونسكو حول صناع المحتوى الرقمي
أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) دراسة استقصائية مثيرة تحت عنوان "وراء الشاشات"، والتي سلطت الضوء على حقيقة مقلقة تتعلق بصناع المحتوى الرقمي. حيث أفادت الدراسة أن 62% من هؤلاء الصانعين لا يلتزمون بالتحقق الدقيق والمنهجي من المعلومات قبل نشرها.
إن هذه النسبة المرتفعة تثير العديد من التساؤلات حول جودة المعلومات التي تصل للجمهور عبر الإنترنت، خاصةً في ظل تزايد الاعتماد على صناع المحتوى كمصدر رئيسي للأخبار والمعرفة في عالمنا اليوم.
التحديات التي تواجه صناع المحتوى
على الرغم من هذا التحدي الكبير، أظهرت الدراسة أن 73% من المشاركين يعبرون عن رغبتهم في الحصول على التدريب اللازم لتحسين جودة محتواهم. ومن هنا، استجابت اليونسكو لهذا الطلب بإطلاق أول دورة تدريبية عالمية من نوعها، حيث سجل فيها أكثر من 9000 مشارك من 160 دولة.
خفايا القلوب 5 الحلقة 6
أبرز النتائج التي كشفت عنها دراسة اليونسكو
بينت الدراسة المنشورة على موقع اليونسكو أن معظم صناع المحتوى يعتمدون على مصادر غير موثوقة للتحقق من المعلومات، مثل عدد الإعجابات والمشاركات، أو على معلومات من أصدقاء يثقون بهم. كما كان 42% من المشاركين يستخدمون "عدد الإعجابات والمشاركات" كمعيار رئيسي لتقييم المحتوى.
عدم الوعي بحقوقهم وواجباتهم
كشفت الدراسة أيضًا أن 59% من صناع المحتوى إما غير ملمين بالأطر التنظيمية والمعايير الدولية المتعلقة بالاتصالات الرقمية، أو سمعوا عنها فقط. بالإضافة إلى ذلك، فقط 56.4% من المستجيبين كانوا على علم بوجود برامج التدريب الموجهة إليهم، و13.9% فقط من هؤلاء شاركوا في أي دورة تدريبية.
وفقًا لليونسكو، فإن هذه الفجوة قد تؤدي إلى وضع صناع المحتوى في حالة من عدم اليقين القانوني، مما يعرضهم للملاحقات القضائية والإدانة في بعض البلدان، كما تمنعهم من تأكيد حقوقهم في حال تعرضهم لمحتوى محظور عبر الإنترنت.
أول دورة تدريبية للمؤثرين
استجابةً لمطلب 73% من المشاركين بالتدريب، تعاونت اليونسكو مع مركز نايت للصحافة في الأمريكتين لتطوير أول دورة تدريبية عالمية مدتها شهر واحد. تهدف هذه الدورة إلى تمكين صناع المحتوى من التعامل مع التضليل وخطاب الكراهية، وتعزيز معرفتهم بمعايير حقوق الإنسان العالمية فيما يتعلق بحرية التعبير والمعلومات.
تم إنتاج المحتوى بواسطة خبراء في مجالات محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية، بالتعاون مع مؤثرين بارزين من جميع أنحاء العالم، لتلبية احتياجات صناع المحتوى الرقمي بشكل فعّال.
بدأت الدورة بالفعل، وقد انضم إليها أكثر من 9000 شخص من 160 دولة، حيث سيتعلم المشاركون كيفية:
- الحصول على المعلومات من مجموعة متنوعة من المصادر، وتقييم والتحقق من جودة المعلومات، والشفافية بشأن المصادر التي يستلهمون منها محتواهم.
- تحديد المعلومات المضللة والمغلوطة وخطاب الكراهية وتفنيدها والإبلاغ عنها.
- التعاون مع الصحفيين ووسائل الإعلام التقليدية لتعزيز المعلومات المستندة إلى الحقائق.
تواصل اليونسكو دورها الرائد في التصدي لظاهرة التضليل عبر الإنترنت، حيث نشرت في عام 2023 أول مبادئ توجيهية لحوكمة المنصات الرقمية، لمساعدة الحكومات والهيئات التنظيمية في معالجة التلوث المتزايد للنظام البيئي العالمي للمعلومات. كما تعمل اليونسكو على دعم الصحافة المستقلة وتمكين الأفراد من اكتساب مهارات محو الأمية الإعلامية للتعرف على المعلومات الموثوقة.