وحيد حامد: تاريخ فني خالد في السينما المصرية
يظل السيناريست الكبير وحيد حامد خالداً في ذاكرة السينما المصرية بفضل أعماله التي شكلت جزءاً مهماً من تاريخ الفن العربي. ورغم رحيله في 2 يناير 2021، إلا أن أعماله لا تزال حية في وجدان الجمهور، ولا تزال كلماته تُردد على لسان أبطاله، مثل جملة الزعيم عادل إمام الشهيرة "أنا هحلم" من فيلم "اللعب مع الكبار"، أو عبارة "إحنا في زمن المسخ" من فيلم "عمارة يعقوبيان"، التي خلدت اسمه وسجلت له أعمالاً مؤثرة ستظل شاهدة على عبقريته.
فلسفة وحيد حامد إزاء حرية الفكر والإبداع
كان وحيد حامد صاحب فلسفة راسخة في الحياة والفن، حيث اعتقد أن الفن لا يمكن أن يُبدع إلا في ظل الحرية المطلقة في التعبير. وقد أكد خلال ظهوره قبل وفاته مع الإعلامي الراحل وائل الإبراشي في برنامج "التاسعة"، على أن الفنان يجب أن يعبر عن أفكاره ومشاعره بصدق، وأن الحرية شرط أساس للعمل الفني.
كما أضاف حامد أن الفن لا يمكن أن يكون مقيّداً، ويجب أن يُترك ليتطور بشكل طبيعي بعيدًا عن القيود.
تأثير الفكر المتشدد على المجتمع
أشار حامد إلى أن قضية التحرش لم تكن موجودة في شبابه، ولكن الوضع تغير بشكل كبير نتيجة انتشار الفكر الوهابي المتشدد، الذي كان قد تم التخلص منه، لكنه انتشر في مصر. وأكد أن هذا الفكر كان قد سيطر على العقل الجمعي للمجتمع المصري، مما أثر سلباً على ثقافته التي كانت تُعرف بالبهجة والتفاؤل.
واعتبر أن الفكر السلفي والوهابي كان سبباً في تحول المجتمع المصري إلى حالة من الكآبة والجمود، رغم أن الإسلام يدعو إلى البهجة والسرور.
موقفه من المهنة وحرية الاختيار
كان حامد يرى أن الفنان الذي لا تعجبه مهنته يجب أن يتركها، طالما أن العمل قد حصل على موافقة الرقابة والإنتاج. وأكد أن الممثل لا يمكنه فرض رأيه الشخصي على العمل الفني، بل يجب أن يؤدي دوره بما يتناسب مع سياق العمل.
حب زواج طلاق الحلقة 5
واستشهد بحادثة في مسلسل "الجماعة" عندما رفض أحد الممثلين تجسيد دور متحرش، ليقوم حامد بتغيير الممثل واستبداله بآخر. واعتبر أن هذا النوع من السلوك يشير إلى محاولة نشر فكر ضال في المجتمع، ودافع عن ضرورة أن يتعامل الممثل مع دوره كأداة في العمل الفني، وليس كطرف في معركة فكرية.
وحيد حامد.. عبقري السيناريو الذي غيّر معالم السينما المصرية
وُلد الكاتب الكبير وحيد حامد في الأول من يوليو عام 1944 بمركز منيا القمح في محافظة الشرقية، وحصل على ليسانس آداب قسم اجتماع عام 1965، ليبدأ مسيرته المهنية في الكتابة الأدبية والصحافة، قبل أن يقتحم عالم الكتابة الدرامية، مقدماً العديد من الأعمال الناجحة التي تركت بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية.
مسيرة حافلة بالإنجازات الفنية
تألق وحيد حامد في مجال السيناريو، حيث قدم مجموعة من أبرز الأفلام التي حققت نجاحاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً. ومن أبرز أعماله السينمائية التي تُعد من علامات السينما المصرية: "البريء"، "اللعب مع الكبار"، "طيور الظلام"، "الإرهاب والكباب"، "غريب في بيتي"، "الغول"، "معالي الوزير"، "آخر الرجال المحترمين"، "المنسي"، "الهلفوت"، "النوم في العسل"، "اضحك الصورة تطلع حلوة".
إسهامات وحيد حامد في الفن
تميزت أعمال حامد بتناول القضايا الاجتماعية والسياسية بشجاعة وواقعية، حيث قدم صورة حية للمشكلات التي كانت تؤرق المجتمع المصري والعربي. وحصل وحيد حامد على العديد من الجوائز القيمة تقديراً لإبداعاته الفنية.
ومن أبرز هذه الجوائز: جائزة أحسن سيناريو من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عدة مناسبات، وجائزة أحسن سيناريو من مهرجان كان السينمائي عن فيلم "المواطن مصري". كما نال جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2008، وجائزة النيل في الفنون عام 2012، بالإضافة إلى جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عام 2020.