-

لماذا لا يأكل طفلي؟ الأسباب والحلول

لماذا لا يأكل طفلي؟ الأسباب والحلول
(اخر تعديل 2025-04-16 09:11:42 )
بواسطة

في معظم الأسر، تتكرر تلك اللحظات المحرجة عند تناول الطعام: طاولة مُعدّة بعناية، وجبة لذيذة في انتظار أن تُؤكل، وطفل صغير يرفض فتح فمه. ورغم كل محاولات الأم، سواءً من خلال المساومات أو التوسلات، يظل الطفل مُصممًا على الرفض، مما يؤدي في النهاية إلى إحباط الأم التي تبدأ بالتساؤل: لماذا لا يأكل طفلي؟

يبدو أن رفض الطعام سلوك بسيط وعابر، لكنه في الواقع يُعتبر مصدر قلق كبير للعديد من الأمهات، خصوصًا إذا أصبح هذا السلوك عادة يومية تُعكر صفو الأجواء الأسرية وتثير قلق الأهل بشأن صحة طفلهم ونموه السليم.

إن مشكلات الأكل لدى الأطفال لا تتعلق فقط بما هو موجود في الطبق، بل تشمل أيضًا المشاعر والتوترات الموجودة داخلهم.

على الرغم من أن هذه المشكلة شائعة في مراحل النمو الأولى، فإن أسلوب التعامل معها يُحدد ما إذا كانت ستنتهي بسلام أو ستتحول إلى مصدر توتر يومي يستمر حتى بعد أن يكبر الطفل.

في هذا المقال، سوف نستعرض الأسباب النفسية الكامنة وراء سلوك "رفض الطعام"، ونسلط الضوء على استراتيجيات تربوية ونفسية تساعدك في التعامل مع هذه المعضلة بهدوء وثقة، بعيدًا عن التهديدات والإلحاح، لأن الطعام يجب أن يكون تجربة إيجابية وليس معركة تُخاض يوميًا.

رفض الطعام.. سلوك أم مشكلة صحية؟

رفض الطعام

في معظم الأحيان، يعتبر رفض الطفل للطعام سلوكًا طبيعيًا وليس علامة على وجود مشكلة طبية. إذ يميل الأطفال في سنواتهم الأولى إلى التعبير عن رغبتهم في الاستقلال، وقد يعبرون عن ذلك من خلال التحكم في اختيارات الطعام. قد تكون هذه المقاومة وسيلة للتعبير عن رأيهم أو رغبتهم، أو حتى مجرد عدم شعورهم بالجوع في تلك اللحظة.

متى يصبح القلق مبررًا؟

إذا استمر فقدان شهية الطفل لفترة طويلة، وكان مصحوبًا بنقص في الوزن أو تراجع في النمو، أو علامات مثل التعب المستمر أو شحوب الوجه، فمن المهم استشارة طبيب مختص لاستبعاد أي أسباب صحية كامنة مثل فقر الدم أو مشكلات في الجهاز الهضمي.

عوامل نفسية تؤثر على شهية الطفل

  • الضغط الزائد على الطفل أثناء الوجبات يجعله يربط الطعام بالتوتر.
  • بيئة الأكل السلبية، مثل الجدال على الطاولة، تُقلل من رغبة الطفل في تناول الطعام.
  • مقارنة الطفل بإخوته أو بأطفال آخرين قد تؤثر على ثقته بنفسه وتزيد من الرفض.
  • التجارب السابقة المؤلمة، مثل الغص أو القيء، قد تترك أثرًا نفسيًا يمنع الطفل من الأكل بثقة.

استراتيجيات نفسية فعالة

إليك بعض الاستراتيجيات المفيدة التي يمكن أن تساعد طفلك على تقبل الطعام بشكل أفضل، وعدم التمسك برفضه لفترة طويلة:

التقبل بدلًا من الإلحاح

تقبّلي فكرة أن شهية الطفل تتغير من يوم لآخر، ولا تجبريه على الأكل.

روتين واضح للوجبات

تقديم الطعام في مواعيد ثابتة يساعد الجسم والعقل على التهيؤ.

جعل وقت الطعام إيجابيًا

احرصي على أن يكون الجو هادئًا، دون تهديدات أو مكافآت مشروطة بالأكل.

إشراك الطفل في اختيار الطعام

دعيه يساعدك في تحضير وجبة بسيطة، سيزيد ذلك من حماسه لتجربتها.

تقديم كميات صغيرة ومتنوعة

التنوع والألوان تحفّزان الفضول وتجربة الطعام.

تجنّب الأجهزة أثناء الطعام

الانتباه الكامل للطعام يساعد الطفل على التفاعل مع مذاقه وقوامه.

تذكري أن رفض الطفل للطعام لا يعني بالضرورة أنكِ تفعلين شيئًا خاطئًا. بل قد يكون مجرد مرحلة طبيعية من تطوره. الأهم هو خلق بيئة داعمة وآمنة، يشعر فيها الطفل أن الطعام ليس معركة، بل فرصة للاكتشاف والتجربة.
عائلة شاكر باشا مدبلج الحلقة 56