الكونغرس العالمي للإعلام 2024: مستقبل الإعلام

اختتم الكونغرس العالمي للإعلام 2024 فعالياته في أبوظبي، حيث شهد حضوراً بارزاً من قادة الفكر والخبراء في قطاع الإعلام. النسخة الثالثة من هذا الحدث العالمي ناقشت بشكل معمق الاتجاهات الحديثة التي تعيد تشكيل مستقبل الإعلام، مع تركيز خاص على الابتكارات التكنولوجية، وبالأخص الذكاء الاصطناعي.

جلسات تستشرف المستقبل الإعلامي

في اليوم الثالث من الفعاليات، تركزت النقاشات حول تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية على الإعلام، وذلك في جلسة رئيسية بعنوان "كيف ستبدو وسائل الإعلام مستقبلاً؟". أدار الجلسة مصطفى الراوي، مدير التحرير للمجموعة في الشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية. وشارك فيها مجموعة من الخبراء مثل الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للأبحاث والاستشارات، ومايكل جبري-بيكيت، رئيس التحرير في الخليج تايمز، ودان هو، نائب رئيس شركة تينسنت كلاود في الشرق الأوسط وأفريقيا.

تحدثت الجلسة عن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تعزز استهداف المحتوى وتخصيص التجارب الإعلامية، بالإضافة إلى القضايا الأخلاقية المرتبطة بالمعلومات المضللة. كما ناقش المشاركون أهمية اعتماد الإعلام التقليدي على السرد القصصي الموجز، خصوصاً عبر الفيديوهات، لجذب الجمهور الشاب والحفاظ على النزاهة الصحفية.

أبرز القضايا المطروحة

دور الذكاء الاصطناعي

استعرض الدكتور محمد العلي كيفية إعادة تشكيل الإعلام من خلال غرف الأخبار الذكية والمذيعين الافتراضيين، مشيراً إلى أن الجمهور يميل بشكل متزايد نحو المحتوى السريع الذي لا تتجاوز مدته 90 ثانية.

التكنولوجيا والمحتوى

أكد دان هو على أهمية استراتيجيات الأجهزة المحمولة، حيث يشكل الفيديو القصير أكثر من 80% من حركة المرور على الإنترنت. وأبرز دور الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تشكيل ملامح الاستهلاك الإعلامي.

النزاهة الصحفية

شدد مايكل جبري-بيكيت على أهمية الأخلاقيات الإعلامية في مواجهة الأخبار المزيفة، مع التركيز على التعاون بين شركات التكنولوجيا وغرف الأخبار لتطوير أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي للإشراف على المحتوى.

مواجهة المعلومات المضللة

في ورشة عمل بعنوان "التأكد من الحقائق في عصر المعلومات المضللة"، قاد مارك ألبرت، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الخبراء الاستشاريين الإعلاميين، الحضور لاستكشاف استراتيجيات مكافحة التضليل الإعلامي. استعرض ألبرت أدوات عملية مثل البحث العكسي عن الصور ومنصات تتبع المواقع الجغرافية للتأكد من صحة الادعاءات.

كما أكدت الورشة على أهمية المسؤولية المشتركة بين المؤسسات الإعلامية والحكومات لتعزيز الثقة العامة من خلال الالتزام بالمصداقية والدقة.

أبرز الكونغرس العالمي للإعلام في نسخته لهذا العام أهمية التوازن بين الابتكار التكنولوجي والحفاظ على القيم الصحفية، مشيراً إلى قدرة الإعلام على تشكيل الوعي المجتمعي وتعزيز التواصل العالمي في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.