-

التوتر وتأثيره على الدورة الشهرية

(اخر تعديل 2025-04-24 07:11:50 )
بواسطة

أصبح التوتر جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يواجه العديد منا ضغوط العمل، التحديات الشخصية، والأحداث غير المتوقعة. على الرغم من أن الجميع يتعامل مع التوتر بطريقة مختلفة، إلا أن النساء قد يشعرن بآثاره بعمق أكبر، مما يؤثر سلبًا على صحتهن الجسدية والنفسية.
ليلى مدبلج الحلقة 146

تتأثر الدورة الشهرية بشكل خاص بالتوتر، نظرًا لأنها تعتمد على توازن دقيق بين الهرمونات التي تتحكم في عملية الإباضة والحيض. عندما يختل هذا التوازن بسبب الضغوط النفسية، تظهر اضطرابات واضحة في الدورة الشهرية.

لا يقتصر تأثير التوتر على تغيير مستويات الهرمونات فقط، بل يمكن أن يؤثر أيضًا على طاقة الجسم المخصصة لهذه العملية الطبيعية، مما يؤدي إلى تأخر الدورة، انقطاعها، أو حتى تغير شدتها ومدتها.

ما أعراض اضطرابات الدورة الشهرية بسبب التوتر؟

وفقًا لموقع Healthline، فإن التوتر لا يمر مرور الكرام على الجسم، بل يمكن أن يُحدث خللًا واضحًا في الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض المزعجة، من أبرزها:

عدم انتظام الدورة الشهرية

يُعتبر عدم انتظام الدورة الشهرية من أكثر التأثيرات شيوعًا، حيث يمكن أن يُطيل التوتر مدة الدورة أو يُقصرها، مما يجعل من الصعب التنبؤ بموعدها. وغالبًا ما يُسبب هذا الاضطراب حيرة وقد يضيف مزيدًا من التوتر.

انقطاع الدورة الشهرية

في بعض الحالات، يكون التوتر شديدًا لدرجة تؤدي إلى انقطاع الدورة تمامًا، وهي حالة تُعرف بانقطاع الطمث الناتج عن التوتر. يحدث ذلك نتيجة عدم قدرة الجسم على إفراز الإشارات الهرمونية الضرورية للإباضة.

دورات شهرية غزيرة أو خفيفة

يمكن أن يؤثر التوتر أيضًا على كمية تدفق الدورة الشهرية. قد تعاني بعض النساء من دورات شهرية غزيرة، بينما قد تمر أخريات بدورات خفيفة أو نزيف خفيف نتيجة اختلال التوازن الهرموني.

تفاقم متلازمة ما قبل الحيض (PMS)

يمكن أن يؤدي التوتر إلى تفاقم أعراض ما قبل الحيض، مثل تقلبات المزاج والانتفاخ والإرهاق، مما يجعل الأيام التي تسبق الدورة الشهرية أكثر صعوبة.

كيف يؤثر التوتر والإجهاد النفسي على انتظام الدورة الشهرية؟

هناك علاقة وثيقة بين الإجهاد النفسي وتأخر الدورة الشهرية. فعندما يواجه الجسم ضغوطًا نفسية، يفرز هرمون يُعرف باسم الكورتيزول، أو "هرمون التوتر". هذا الارتفاع في مستوى الكورتيزول يُربك عمل النظام الهرموني في الجسم.

كما يمكن أن يُعيق ارتفاع الكورتيزول إفراز هرمون الغدد التناسلية (GnRH)، الذي يُعتبر بالغ الأهمية لأنه يُحفز إفراز هرمون الملوتن (LH) وهرمون مُحفز الجريبات (FSH) من الغدة النخامية، وهما المسؤولان عن تنظيم إنتاج هرموني الإستروجين والبروجسترون من المبايض.

هل يؤثر التوتر على كمية نزيف الدورة الشهرية؟

كما أشرنا سابقًا، يمكن أن يؤثر التوتر على كمية نزيف الدورة الشهرية، فيجعلها إما غزيرة أو خفيفة. يُعزى ذلك إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول نتيجة التوتر، مما قد يؤخر الإباضة ويُطيل مدة الدورة الشهرية.

طرق طبيعية للتعامل مع تأثير الإجهاد على الدورة الشهرية

يمكن أن تُساعد التغييرات في نمط الحياة واتباع عادات صحية في التخفيف من تأثير التوتر على انتظام الدورة الشهرية، ومن أبرز هذه الطرق:

اتباع نظام غذائي صحي

يمكن أن يساعد النظام الغذائي المتوازن في تأقلم الجسم مع التوتر بشكل أفضل. تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون يُعزز الصحة العامة.

شرب الماء

الحفاظ على ترطيب الجسم من خلال شرب 2-3 لترات من الماء يوميًا يُحسّن وظائف الجسم ويقلل من تأثير التوتر.

ممارسة اليقظة والتأمل

من المفيد تجربة أنشطة اليقظة الذهنية مثل اليوغا والتأمل، إذ تُساعد هذه التقنيات على تهدئة العقل وتقليل مستويات التوتر.

النشاط البدني المنتظم

تُعد التمارين الرياضية وسيلة فعالة لتخفيف التوتر، حيث تُساعد على خفض مستويات الكورتيزول وتعزيز المزاج.

النوم الكافي

الحصول على 7-9 ساعات من النوم العميق ليلاً يُعيد التوازن للجسم والعقل، حيث أن قلة النوم تزيد من التوتر.

الدعم الاجتماعي

التحدث مع شخص مقرب أو قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء يمكن أن يُخفف من الضغوط اليومية، ولا تترددي في طلب المساعدة إذا شعرت أن التوتر يؤثر على حياتك.