-

تأثير الأخبار السلبية على حياتنا اليومية

(اخر تعديل 2025-04-07 10:35:29 )
بواسطة

في عصرنا الحالي، يبدو أن الأخبار السلبية تتصدر المشهد الإعلامي، حيث تنتشر عبر القنوات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي. لا يمكننا الهروب من سماع الأحداث الحزينة، مثل الحروب والكوارث الطبيعية، التي تعصف بالبشرية بشكل مستمر. في خضم هذا السيل من الأخبار المؤلمة، يظل السؤال مطروحًا: هل من الضروري أن نتابع هذه الأخبار، أم أنها مجرد سبب آخر للشعور بالإحباط وفقدان الأمل؟

مشاهدة الأخبار وتأثيرها في حياتنا

منذ الأزمنة القديمة، لم تخلُ الحياة من الحروب والألم، ورغم أن الأخبار السلبية كانت دائمًا جزءًا من تجربتنا الإنسانية، فإن ما يحدث في العالم اليوم هو أن التركيز غالبًا ما يكون على الأخبار السلبية أكثر من الإيجابية. هذا الاختيار يؤثر بشكل كبير على نوعية حياتنا.

هل تتحكم وسائل الإعلام في عواطفك؟ كيف نتجنب فخ السلبية في الأخبار

في عالم مليء بالعناوين المبالغ فيها التي تثير مشاعر الخوف والغضب، هل تساءلت يومًا لماذا تترك الأخبار السلبية أثرًا أكبر في حياتنا من الأخبار الإيجابية؟ يعود ذلك إلى ما يعرف بـ "التحيز السلبي"، وهو ظاهرة نفسية تشير إلى أن الأمور السلبية تترك أثرًا أعمق في أذهاننا.

ماذا يقول لنا التحيز السلبي؟

تشير الدراسات النفسية، مثل تلك التي أجراها عالم النفس روي باوميستر، إلى أن الإنسان يميل إلى إيلاء اهتمام أكبر للتجارب السلبية. هذا التحيز تطور كآلية للبقاء، حيث أن التهديدات والألم تبقى في الذاكرة لفترة أطول من اللذة. هذا التوجه لا يقتصر على حياتنا الشخصية فقط، بل يمتد إلى الإعلام والسياسة، حيث يتم استغلاله لأهداف معينة.
المشردون الحلقة 18

وسائل الإعلام: من أين تأتي السلبية؟

من المعروف أن الأخبار السلبية تجذب الانتباه، وهذا ما يدركه صانعو السياسة وصحفيون الأخبار. وسائل الإعلام الكبيرة، بغض النظر عن توجهاتها، تميل إلى تقديم القصص المثيرة التي تستند إلى الخوف والغضب، لأن هذه المشاعر تضمن جذب المشاهدين.

كيف تسهم هذه السلبية في تشكيل وعينا؟

السلبية في الإعلام لا تقتصر فقط على إخبارنا بالحقائق، بل تهدف إلى خلق استجابة عاطفية قد تؤدي إلى الشعور بالخوف المستمر. هذا النوع من الأخبار يتغذى على مشاعر القلق ويستمر في التحفيز حتى يصبح جزءًا من تفكيرنا اليومي.

كيف نتجنب الوقوع في فخ السلبية؟

إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في تجنب الانجراف وراء الأخبار السلبية:

  • تحويل الأخبار السلبية إلى عمل إيجابي: استخدمها كمحفز لتغيير الأمور.
  • تحليل الخبر قبل الانفعال: اسأل نفسك من المستفيد من تغذية هذه المشاعر.
  • إعادة ضبط وقت التصفح: حدد وقتًا معينًا لتصفح الأخبار.
  • متابعة مصادر متنوعة: تنوع المصادر يعزز قدرتك على التقييم النقدي.
  • البحث عن الأخبار الإيجابية: خصص وقتًا للبحث عن الإنجازات الإنسانية.

في الختام، لا تمثل السلبية في الإعلام مجرد صدفة، بل هي استراتيجية مدروسة تهدف إلى تحفيز المشاعر السلبية. إذا تعلمنا كيف نتحكم في ردود أفعالنا تجاه هذه الأخبار، يمكننا العيش في عالم إعلامي أكثر توازنًا. بدلاً من الانجراف وراء الموجة العاطفية، يمكننا أن نكون أكثر وعيًا في التعامل مع الأخبار وتقييمها بشكل نقدي.