اكتشافات ساروق الحديد الأثرية في الإمارات

يعتبر موقع "ساروق الحديد" من أبرز المعالم الأثرية الفريدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يعد مركزًا رئيسيًا لصهر النحاس وتصنيع الأدوات والأواني المتنوعة منذ القرن الثامن قبل الميلاد. يسلط هذا الموقع الضوء على فترة حضارية غنية تعرف بالعصر الحديدي الثاني، والتي تمتد من عام 800 إلى 1270 قبل الميلاد.
تفاصيل موقع "ساروق الحديد" الأثري

تم اكتشاف موقع "ساروق الحديد" الأثري في عام 2002، ويقع على بعد حوالي 68 كيلومترًا جنوب شرقي مدينة دبي، بالقرب من حدود إمارة أبوظبي. يتميز الموقع بموقعه داخل سلسلة من الكثبان الرملية في منطقة "سيح حفير"، ويشكل جزءًا من سلسلة المواقع الأثرية التي تمتد على الطريق الرابط بين واحة العين ومدينة أبوظبي.
يمتد الموقع على مساحة تقدر بحوالي 2 كيلومتر مربع، ويحتوي على معالم أثرية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد وحتى نهاية العصر الحديدي. يتضمن الموقع تلًا رمليًا يرتفع بين 5 إلى 7 أمتار عن الأرض الأصلية، مغطى بكميات كبيرة من خبث المعادن وكتل خام النحاس، بالإضافة إلى كسر الأواني الفخارية وبقايا بواتق الصهر والمدقات الحجرية.
أسفرت أعمال التنقيب عن اكتشاف أكثر من عشرة آلاف قطعة أثرية، بما في ذلك مجموعة نادرة من الحلي الذهبية والأدوات والأواني البرونزية والنحاسية والأسلحة البرونزية مثل الخناجر والسيوف الطويلة، بالإضافة إلى الأواني الفخارية والأختام الحجرية بمختلف الأشكال والأحجام.
مقتنيات في متحف خاص
في عام 2016، تم افتتاح متحف خاص في منطقة الشندغة في بر دبي، حيث يعرض مقتنيات فريدة من المجموعات الأثرية التي تم العثور عليها في موقع "ساروق الحديد". تم جمع هذه المقتنيات في بيت تقليدي بناه الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، الذي تحول إلى "متحف ساروق الحديد" بعد تجهيزه وفقًا لأحدث المعايير.
يحتوي المتحف على مجموعة استثنائية من القطع الذهبية، بما في ذلك قطع من الذهب الخالص وأخرى من معدن الإلكتروم، الذي يعد سبيكة طبيعية تجمع بين الذهب والفضة مع كميات صغيرة من الرصاص والمعادن الأخرى. هذه المجموعة تعكس الابداع الفني والحرفي في تلك الفترة التاريخية.
المحطة الحلقة 7