قرحة المعدة: الأسباب والأعراض والعلاج

تُعتبر قرحة المعدة من الاضطرابات الصحية الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، حيث تسبب آلامًا شديدة وأعراضًا تؤثر في جودة الحياة اليومية. تحدث هذه الحالة عندما تتآكل الطبقة الواقية لجدار المعدة بفعل الأحماض الهاضمة، مما يؤدي إلى تشكل جروح مفتوحة في بطانة المعدة. هذا التآكل يمكن أن يكون نتيجة لعوامل متعددة، مما يجعل فهم أسباب القرحة أمرًا حيويًا.
تتعدد أسباب الإصابة بقرحة المعدة، بدءًا من العدوى ببكتيريا هيليكوباكتر بيلوري، مرورًا بالاستخدام المفرط للمسكنات، وصولًا إلى عوامل أخرى مثل التدخين والإجهاد النفسي. في هذا المقال، نستعرض معًا أسباب قرحة المعدة وأعراضها، وكذلك نلقي نظرة على خيارات العلاج المتاحة وطرق الوقاية لضمان صحة جهازك الهضمي.
ما هي قرحة المعدة؟
قرحة المعدة، والتي تعرف أيضًا بالقرحة المعدية، هي تقرحات مؤلمة تظهر في بطانة المعدة نتيجة لتآكل الطبقة المخاطية التي تحميها من الأحماض الهضمية. عندما تضعف هذه الطبقة الواقية، يصبح جدار المعدة عرضة للتأثير السلبي للأحماض، مما يؤدي إلى ظهور القرحة. تعتبر قرحة المعدة جزءًا من مجموعة القرحة الهضمية، والتي تشمل أيضًا قرحة الاثني عشر التي تصيب الأمعاء الدقيقة.
المتوحش 2 مدبلج الحلقة 246
الأسباب الشائعة لقرحة المعدة
تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 80% إلى 90% من حالات قرحة المعدة تنجم عن:
عدوى البكتيريا الحلزونية (H. pylori)
تعتبر هذه البكتيريا من الأسباب الرئيسية لالتهابات بطانة المعدة، مما يزيد من احتمال الإصابة بالقرحة.
الاستخدام الطويل للأدوية المضادة للالتهابات (NSAIDs)
تشمل هذه الأدوية مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين، حيث تؤدي إلى تآكل بطانة المعدة. هناك عوامل أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بالقرحة، مثل:
- التدخين
- شرب الكحول
- الأمراض المزمنة مثل داء كرون
- العلاجات الكيميائية والإشعاعية
- اضطرابات مثل متلازمة زولينجر-إيليسون
الأعراض الأكثر شيوعًا
تختلف حدة الأعراض بناءً على حجم وشدة القرحة، ولكن من أبرز الأعراض التي يجب الانتباه إليها:
- ألم حارق في المعدة، وغالبًا ما يكون بين الصدر والسرة، ويزداد سوءًا عندما تكون المعدة فارغة.
- عسر الهضم.
- حرقة المعدة.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الغثيان أو القيء.
- الانتفاخ والشعور بالامتلاء بسرعة.
- براز داكن يشبه القطران أو قيء يحتوي على دم.
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، فمن الضروري استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.
التشخيص وطرق العلاج
يستند التشخيص إلى مراجعة التاريخ الطبي للمريض وتحليل الأعراض. قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية مثل:
- تحليل الدم أو البراز أو اختبار التنفس للكشف عن وجود بكتيريا H. pylori.
- تنظير المعدة: لفحص الجدار الداخلي للمعدة.
- خزعة من نسيج المعدة لتحليلها في المختبر.
العلاج
يعتمد العلاج على سبب القرحة وشدتها، ويمكن أن يتضمن:
العلاج الدوائي
- المضادات الحيوية: للقضاء على بكتيريا H. pylori.
- مثبطات مضخة البروتون (PPIs): لتقليل إفراز الأحماض.
- مضادات الحموضة: لتخفيف الأعراض بشكل مؤقت.
- حاصرات مستقبلات الهيستامين (H2 blockers).
العلاج الجراحي
في بعض الحالات النادرة، قد تتطلب القرحة المعقدة تدخلًا جراحيًا، مثل إزالة القرحة أو إيقاف النزيف أو إصلاح الثقوب.
العلاجات المنزلية
بالإضافة إلى العلاجات الطبية، هناك بعض النصائح التي قد تُسهم في تخفيف الأعراض، مثل:
- تناول أطعمة غنية بالفلافونويدات مثل البروكلي والتوت.
- استخدام مكملات البروبيوتيك لتحسين صحة الجهاز الهضمي.
- شرب عصير الصبار بحذر.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يُنصح بمراجعة الطبيب إذا لم تختفِ الأعراض، أو إذا ظهرت أعراض خطيرة مثل:
- براز داكن يشبه القطران.
- ألم شديد ومفاجئ في البطن.
- قيء يحتوي على دم، أو يشبه القهوة.
الوقاية من قرحة المعدة
لتقليل خطر الإصابة بالقرحة، يمكن اتباع النصائح التالية:
- غسل اليدين جيدًا لمنع عدوى H. pylori.
- تجنب الإفراط في تناول مضادات الالتهابات.
- تقليل التدخين والكحول.
- الالتزام بتناول الأطعمة الصحية وتجنب الأطعمة الحارة أو المهيجة.
في نهاية المطاف، تعد قرحة المعدة حالة شائعة لكنها قابلة للعلاج إذا تم تشخيصها مبكرًا. من المهم التحدث مع الطبيب عند ظهور أي أعراض مقلقة للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين. العناية بصحة الجهاز الهضمي والابتعاد عن العوامل المسببة يمكن أن تساعد في الوقاية من هذه الحالة المزعجة.