-

دور الأم في تعزيز الصحة النفسية للأسرة

دور الأم في تعزيز الصحة النفسية للأسرة
(اخر تعديل 2025-04-01 09:27:34 )
بواسطة

في كل منزل تقريبًا، يوجد شخص يحمل عبء المشاعر والعواطف لأفراد العائلة، وغالبًا ما تكون الأم هي من يتولى هذا الدور. فهي تمثل القوة العاطفية التي تحتضن الجميع، بدءًا من الزوج الذي يبحث عن شريكة تشاركه همومه، إلى الأطفال الذين تكون أول كلمة ينطقون بها عند مواجهتهم لأي تحدٍ هي "ماما".

وبرغم جمال هذا الدور وشاعريته، فإن الأم تمثل أيضًا كيانًا يحتاج إلى من يحتضنها ويدعمها في مواجهة تحديات الحياة اليومية. في خضم المسؤوليات التي تتحملها ومشاعرها العميقة، قد تشعر الأم أحيانًا بالضياع والإرهاق، مما يبرز الحاجة الماسة إلى الدعم من حولها.

في هذا المقال، نستعرض الدور المحوري الذي تلعبه الأم كنقطة توازن عاطفي للأسرة، ونكشف عن العبء الثقيل الذي قد لا تدركه بعض الأسر، وكيف يمكن تقديم الدعم اللازم لهذه الأم العظيمة.

لماذا تتحمل الأمهات وحدهن مسؤولية الصحة العاطفية للأسرة؟

دور الأم في الأسرة

في المجتمعات التي تُلقى فيها المسؤولية كاملة على عاتق الأمهات، يُنظر إليهن كمصدر وحيد لتصرفات الأطفال وسلوكيات الزوج. وهذا يجعل من السهل الحكم على الأم وتحميلها مسؤوليات أكبر مما يمكنها تحمله. كثير من الأمهات يقبلن بهذا الوضع، مما يزيد من استنزاف عواطفهن وطاقتهن.

الأم كعمود فقري للصحة النفسية الأسرية

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "Archives of Women’s Mental Health" في يوليو 2024، فإن الأمهات يتحملن الجزء الأكبر من العبء العقلي والعاطفي في المنزل، مما يؤثر سلبًا على صحتهن النفسية ورفاهيتهن. وقد أظهرت دراسة أخرى بعنوان "العبء العقلي للأمهات" أن الأمهات يواجهن تحديات كبيرة في موازنة متطلبات الحياة العملية والعائلية.

لا يمكننا إنكار أن الأم تمثل المصدر الرئيسي للرعاية النفسية في الأسرة، لكن الضغوط المتزايدة تُظهر تأثيرها على صحتها النفسية. لذلك، من المهم العمل على توفير بيئة أفضل للأمهات لتعزيز توازنهن النفسي، من خلال استراتيجيات فعّالة تدعم صحتهن العقلية.

استراتيجيات لتعزيز الصحة النفسية للأمهات

1. الرعاية الذاتية

تبدأ الرحلة من الداخل، فعلى الأم أن تدرك أهمية تخصيص الوقت لنفسها. إذا لم تستطع ملء كوبها الخاص، فلن تتمكن من ملء أكواب الآخرين. يجب أن تكرّس وقتًا لممارسة أنشطة تجلب لها السعادة، مثل القراءة أو التأمل أو ممارسة الرياضة.

2. بناء شبكة دعم

الإنسان بطبعه يحتاج إلى التواصل، لذا على الأم أن تبحث عن مصادر دعم إضافية، سواء من خلال مجموعات دعم الأمهات أو من الأصدقاء، لضمان شعورها بالامتلاء والدعم العاطفي.
حب بلا حدود مترجم الحلقة 59

3. التواصل المفتوح مع الأسرة

من الضروري أن تتعلم الأم فن التواصل مع أفراد عائلتها. يجب أن تكون واضحة بشأن احتياجاتها وحدود قدرتها، وتوزيع المسؤوليات بشكل عادل لتلقي الدعم الذي تحتاجه.

4. اللجوء إلى المساعدة المهنية عند الحاجة

إذا شعرت الأم بأنها تعاني من ضغوط نفسية تفوق قدرتها، فإن استشارة مختص نفسي قد تكون خطوة هامة نحو التخفيف من تلك الضغوط.

تحمل الأمهات دورًا أساسيًا في الحفاظ على الصحة النفسية للعائلة، ولكن من الضروري الاعتراف بالعبء العاطفي الذي يتحملنه. يتطلب الأمر العمل على تحقيق توازن بين تلبية احتياجات الأسرة واحتياجاتهن الشخصية. لذا، علينا جميعًا أن نكون واعين لهذه المسؤولية ونعمل معًا لتحقيق الدعم المتبادل الذي تحتاجه الأمهات.